جبّار الكوّاز - أكَدُ الانَ... على بعد همستين

ولأنّها
ظلّتْ تسقي همساتِها بوميض عينين آستباهُما الخوفُ دائما
كنتُ أسمّيها الزمانَ
فخطاها أرضٌ
وصمتُها دعاءُ
وشميمُها آيائلُ ظمآى
لم تكن ربوةُ(أكد)أبعدَ من همستينِ
ليستيقظَ ملوكٌ
وأميراتٌ
وحراسٌ
ومعابدٌ
ونخيلٌ
كانت تمسكُ الرياحَ فتحيلها ديمةً
وتلقمُ الترابَ قبلةً
فتطلعُ نخلةٌ من بين أصابعِها
وفي خطواتها التي يغمرٌها استحياءٌ
فراتيٌّ خفيُّ
مازال عطرُ ظلالِها
صبيّا
يتقافزُ
بين التلالِ
فتهفو الرُقُمُ
الى قراءة هديرِ قدميه وهو يصاحبُ الايائلَ والحباري
والفواختَ
والحمائمَ
والعنادلَ
والظباءَ
لم يكن بينها والسماءَ
سوى عباءةٍ أسرجتْ هلالين
من وجهِها لتنيرَ وجوهَ ملائكةِ
ليلُها زعفرانٌ
ونجومُها اغانٍ
وخطاها نهرٌ
وظلالُها أحلامٌ ودعاءُ عنادلَ في الاشجارِ
وحين تمضي الى
دكّةِالشكوى
كانت ظنونُها تمازجُ
ضفافَ النهرِ
وأنينَ الابارِ
وصدى سنينِها الراكضاتِ
في قبورِ اناشيدِها.
أجيؤها
بغتةً فأراها شمسا في ليلةِ محاق
وأسمعُ هديلَ دعائها
في ظلماتِ الزوايا المستباحةِ بالقلقِ
فأقولُ:
هي الان هذا الزمانُ
زمانٌ عاقرٌ لم يمسكْ أثرا من لبانةِ حقولِها
ولا غصنا من شجرةِ ضوعِها
ولا ثمرةً من مواقدِ حدائِها
ولا عسلا من دنانِ أسلافِها
تمضي
وأمضي
ابحث عنّي فيها
ولا أراها الّا خلسةً
في حلمٍ نسخَهً
ضياعُ
على دكّةٍ من ربوةِ(أكد)
وأضيع كما ضاعتْ همساتُنا
في مسلّة الخوفِ والالم.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى