أليسار عمران - ثورات الوطن العربي...

كلّنا مع مقولةِ أنّهُ حينَ لا تتناسبُ الشّروط الانسانية لأي مواطنٍ في العالم كلّه فمن حقّه أن يثور وأن يتمرّد ليخلقَ واقعاً عادلاً يتمتّع فيه المواطنُ بشروِط الحياةِ اللائقةِ
حين يغضبُ الانسانُ العاقلُ فثورتهُ تبدأ من شراريينهِ،من عمقهِ المعرفيِّ ،من ملامستهِ للظّلمِ ورفضهِ لهُ
غيرَ أن شرارة اندلاعِ الثّورة كانت بسبب تظلّمِ على حد ادّعاءِ الاعلامِ بأنّ الشّرطة اعتدت على مواطنٍ ومنعتهُ من مزاولةِ مهنتهِ المتواضعة فثارَ وقام بإحراقِ نفسهِ..
وكان الاعلامُ العربي يعلنُ ثورتهُ وللمرّةِ الأولى ومن ثمّ بدأ الحراكُ العربيّ للتغييرِ على حدّ أقوال الاعلام المعادي
حين يعيشُ بلدٌ عربيّ واحدٌ ملابسات ما يسمّونها ثورةً في وجهِ الظّلمِ سيكتملُ المشهدُ الصغير ليختم المشهد الأكبرَ
حين يقودُ المطلوبون للاعدام ثورةً،أو تّجار مخدراتٍ،أو ممسوحيّ الأدمعة الذين يتبعون ديناً يحلّ لهم ذبحَ كل من يخالفُ مبادئهم فتلك ليست ثورةً إنّها دعوى للخرابِ والتّدمير
فالعقلاء أمثال جيفارا ،فيدل كاسترو،هوغو تشافيز هم أصحاب الثورات الحقةَ
من يحمل ألويةَ فكر الثّورةِ يجب أن يكون بكامل جاهزيتهِ لتأمين حياة جنوده الثّائرين وأن يوفي للشّهداء رواتبهم وحقوقهم،والتكفل برعايةِ أبنائهم،علاجهم،مدارسهم،تأمين مستقبلهم..
مبدأ الثّورة لا يباشرُ فيهِ مدعومون من خارج البلادِ بالمال والسّلاحِ
لا أحدَ يشتري شرايين إنسانٍ بحفنة دولاراتٍ
الأموال التي تدفع للأندالِ من أجل الخراب هي أموالٌ آثمة
كم من شهيدٍ تضرّع إلى الله أن يغفر لأخيه القاتل الذي قتله جهلاً قائلا:اغفر لهم يا أبتِ إنّهم لا يعرفون
ألم يقل رسولنا الأعظم والأكرم:والله لرجم الكعبة أهون علي من أن تزهق روح إنسانٍ!!؟
لن يتحول العالم العربي يوماً إلى عالمٍ رقميّ دونما وجدانٍ وشعورٍ ولن يبيعَ قلبهُ للشيطانِ ليتمزق جسد الاوطان لألف مغتصبٍ
ولن يثور ذكاء الغرب على الطّبيعة الانسانيةِ،ولن يكون بمقدروهم تغيير خارطة الأرضِ المقدّسة في اليمن والعراق وبلاد الشّامِ
إنّ جميع أدباء الغرب الكبار يقدسون بابل وأوغاريت ودهاليز اليمن ويعترفون بأن الوطن الأم لأبناء الأرض هو فلسطين بشعبها المرّ كالحنظلِ الذي مرّغ أنف العدوّ بالوحل وجعله يلتزم حدّهُ.
إن كان هناك ثورة مرجوةٌ فهي الثّورة على الجهل والغباء والذّكورة
ثورة تعيد الأخلاق والعمل والعلم إلى نصابه الحقيقي
الشرقُ:أرضُ الحضارات ومنبعها وليتجاوز المرء عصره عليه أن يتجرد دائماً من كلّ ماتعلّمه سابقاً ويبدأ بملىء عقله وتغيير واقعه بدماغه ويدهِ
كونوا ثائرينَ على أنفسكم أولاً فالأوطان بناسها هم نفسهم قادتها وحراسها..

أليسار عمران

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى