أ. د. معتز على القطب - في حضرة العبيدية

يَا بَلدةَ الطُّهرِ في الأكنافِ وَالقِيَمِ
إنِّي رَأيتُ بِعيني عَادةَ الكَرمِ
نَزلتُ أبحثُ عَن أرضٍ مُبارَكةٍ
حتَّى وَجَدتُكِ عِندَ القُدسِ كالعَلمِ
وَجدتُ أرضكِ مَا أحلى أَصالتها
أرضُ العِبيديَةُ أرضُ الخيرِ والنعمِ
دَخلتُ دوركِ مَبهورا أشاهِدُها
حتّى سَكنتِ بجوفِ القَلبِ فِي القِمَمِ
لَقد قَذفتِ بِسهمٍ صَوبَ خَاصِرَتي
أصابَ قَلبي حتّى صِرتِ مِن رَحِمِي
ماذا عَليَّ بعرفِ النَّاس فِي بَلَدِي
قَد بُحتُ بالحبِّ كي أُشفَى مِن الألمِ
ما زالَ قَوسَكِ يَرميني بِأَسهُمِهِ
فِي الجودِ والخيرِ والإحسانِ والذممِ
أخشى إذا عُدتُ تَرمينِي قذائفها
فَأتركِ الأرضَ كي أحيا مع النُجمِ
رأيتً طُهرَكِ يَحكِي عَن نَضَارَتِه
عَن الأصالةِ بين الرأسِ وَالقدمِ
وجارةَ القُدس كلُّ الأهلِ تَعشقُها
منها تُشاهِدُ أرضَ القُدسِ والحَرمِ
شاهدتُ أنكِ في العادات مَرجعُنَا
وأن قولكِ فصلٌ سادَ فِي الأممِ
قولي لنا عادةً تَهدي مَسيرَتَنا
كي لا نتوهَ بعاداتٍ مِن العَجَمِ
ملئتُ مِن حبركِ الوضاء قَافيتي
إنَي ملئت دواةَ الحبرِ للقلمِ
كي أكتبَ اليومَ عن عادات أمَّتِنَا
عِن الأصالةِ والإقدامِ والشيمِ
قَد جئتُ أكتبُ عَن أحلى مَدائِننا
عَن جارة القُدسِ عن أهلٍ وعن حشمِ
ودعتُ أرضكِ لكن لا تُفارقُني
مناظراً سَكَنت فِي القلبِ كَالحُلُمِ
عَسى سَأرجِعُ يوماً في ضِيافَتِها
حتّى يُحلِّي ثراها أحرُفِي بِفَمي
إنّي عَشقتُ ترابَ القُدسِ قاطبة
غَلظتُ يا ربِّ حُبَّ القُدسِ بالقسمِ




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى