جبّار الكوّاز - فكّ وثاقي أيّها الغياب

إلى الحاضر ابدا ابراهيم الخياط




هكذا انت
ايها الموت..
-نسمة ريح تدركنا.
-حسوة فرات تكرعنا.
-خطوة سفر ترافقنا
إلى سفوح الغياب.
ففكَّ وثاقي يا صمتُ
انت
وثاقي
وقفصي
وظلي
وضياعي
فمنذ عرفتُ الحزنَ
كان الحزنُ ردائي
وتلك الأيام التي كنا نتداولها بالخوف
ظلتْ تجري عارية الّا من آمالها
وهذي الايام التي ما تداولناها
الا بالحب
ظلتْ تعاندني
وتسارعني بالغفلة قبل نشّاب الموت
وبعد أن أعلنت ساعتُها الثالثة عشرة
حين آحتراق العشب في الضفاف.
كان هاتفه ما زال يرن بالاناشيد
-نشيدٌ لرشفة ماء.
-نشيدٌ لوداع افق.
-نشيدٌثالثٌ للغياب.
- نشيدٌ لموعد وأدته الاماني،
وسرقته الدنيا بخديعتها.
وما زلتُ غائبَك المغشيَّ
في صمت .
لا روحي سكرى فأقبسها بالنحيب.
ولا غائرة لألقيَ لها حبال غيابي.
لحظةَ
ألقاها الغيمُ في هسيس الموت.
فكيف أصارع حزني بك؟!
ولمّتُنا في همسة الزوايا
اطفؤوا قنديلها الطينيّ.
وأولغت في اشجارها سرّةُ الظلام.
ولم تنم يوما الا على بياض.
فيا أيها المازلت معي
ضاحكا على ترهات ما يوعدون.
و مستجيرا
بكوثرِ دمِنا و مواعيدنا .
تعال...
أو
لا لا لا
ستأتي حتما.
فما عاد للردى لسانٌ يعلن فيه
دقاتِ ناقوسه الأخرس.
و حين رآك القوم معنا:
متمسكا بنبض الارض رغم ضغطة التراب
ورغم هباب الارواح الماطرة
في ديجور الرماد
تسمعنا
ونسمع خطواتك في باحة الاتحاد
تشير الى (ابي فرات)
سلاما( ابا فرات)
وتضحك من خبر في الجوار
تتفقدنا واحدا واحدا
وبعد ان جئناكَ من كل فجّ عميق
قالوا: هيهات.. عجبا...!!
ففكَّ وثاقي أيها الصمتُ
وانت ايّها الحزنُ...
ياسيدَ الدمع والأسى
مهلا
فما كلّ راحل
نسيَ ظلالَه في سجّل الغياب.
و ما كلّ مسافر
ألا وله موعدٌ للإياب.
فهيّا الى غابتنا البتول
نغني
(كلٌ الاغاني آنتهتْ
ألا أغانينا)





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى