عماد الدين التونسي - النّاسِكِ

السُّؤالُ:
لوْ اِنْتفظتْ لُفافةُ تراتِيلِ عِشْقِي شوْقًا، فماذا يُراقُ مِنْها؟
الْجوابُ:
أنا أُقْصُوصةٌ مِن النّسِيمِ الْهادِئِ ،
شوارِعُها مِن الْعنْبرِ الْمنْثُورِ على مدى الرّبِيعِ ،
وصْل أزْهارٍ.
أبْحثُ عنْ طرفِ ثوْبِ حوّائِي ،
لِأُقِيمُ فِي حِبْرِ رُوحِها الْأنِيقةِ إِنْتِشاء سنابِل ،
تغْلغُل حبّاتِ مطرٍ مُلوّنةٍ حِين الزّرْعِ .
لِجِوار غيْداءِ عِزِّي،
انْتظِرُ بِهُدُوءِ الْملائِكةِ
لِيتخلّل أوْرِدتِي صوْتُها الْمخْملِيِّ بِسُوق مواوِيلِي
وأغانِيّ الْعذْراء
و تمْتدّ إِليّ أصابِعها بِمساء ِ
وترْكُنُ إِليّا لٍنسْلُك درْبنا صلاةً، تشْيٍيدًا لٍأرْضٍ
شِعارُها لا عاشِق بلِا مأْوى
و لا عاشِقة بِلا مأْوى..
حِينئِذٍ
أنْطلِقُ كما ينْطلِقُ الْهمْسُ الْحبِيسُ لِأزُفّ إِلى شِفاهِها
ومنْ حوْلها
إِعلاما بِسِرِّي وبِاْلقافِيةِ؛
لِكُلِّ الْحُماةِ
وكُلِّ فُرْسانِ الْقصِيدِ ،
لا مفرّ مِن الْأُمْنِياتِ
ولا عوْدة عنِ الْحِكاياتِ
مادام فِي نبْضِي وحلْقِي فتْوى تُشرِّعُ حُبّها.
و ِلمى سِحْرها طُقوسًا بِلُبِّي.
وفِي صدْرِي
أنْفُثُ طيّات نِسيانها مِنْ على جبِينِ زمانِي.
أُصدِّقُها
كالشّمْسِ الْتِّي ستأْتِي
هِي
كالْأملِ الْذِّي سيكْبُر بِها
كالعمر الذّي سيصحو لها.
فأُدْمِنُها
كما نظْمِي
ونبْضُ نبْضِي.
بِالْبوْحِ
أرْفعُها مِرارًا
أُعْلِنُها تِكْرارًا
إِمْرأتِي هِي
الْهادِئةُ
لِحدِّ عِنانِ السّماءِ ،
غيْدائِي ..
كمْ حلُمْتُ أنْ أكُون لحْنًا زِرْيابِيًّا
هِي وزْنُهُ ،
لِأُفْرِغ بيانِي
قمرًا بِعيْنيْها
يُراقِصُ لحْنها الْخالِد
سنْفُونِيّةً عاشِرةً ...
وأُحْرق
كسُطُورِ دُخّانِ سِيجارتِي
ضاحِكاً
مزْهُوًا
بِصَوْتِها الْوحِيدِ الْذِّي يجِيئُنِي،
حِين أنْحتُها
طِفْلةً مِنْ طِينِي ،
اراها أملِي
أعِيشُها حُلْمِي...
إِنّنِي
سعيِدٌ حقًا
ولكنْ بِإِحْتِوائِها لِي،
أتمسَّكُ بِها
أتنفَّسُها
أتنسَّكُها.

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى