منْ بعد دهرٍ صدفةً قابلتهُ
و العمر فوق المنكبينِ ثقيلا
أبصرتهُ يرنو إليَّ بدهشةٍ
و تعجبٍ يترقبُ التأويلا
وأَسَرَّ لي قولاً.. تَهامسَ: يا فَتَى
قَدْ شابَ شعركَ قد هَرِمتَ قليلا
أين النضارةُ ؟ لا أركَ كما مَضَىَ
أين البشاشة ُ؟ أَمْ غدوتَ بخيلا؟
أين ابتسامتك الجميلةَ ؟ فارقتْ
وجهاً تعوَّد أن يعيشَ جميلا
ما للصروفِ بحرْفِها قد سَطَّرتْ
ألماً أراهُ بِمُقْلَتَيْكَ دَلِيلا ؟
كم كُنتَ غضاً كالربيعِ مغرداً
و كأن قلبكَ للربعِ سَلِيلا
كالصبحِ كنت محلقاً.. متألقاً
و تشُع شمسُكَ بُكْرةً و أصِيلا
و إذا دنا ليلٌ وأرْخَى سِتْرَهُ
لاحتْ عِيُونُك بالدُجى قِنْدِيلا
كالفارسِ المِغْوَارِ كُنْتَ مُقاتلاً
و الأنَ سيفكَ لا يُجِيدُ صَلِيلا
و جوادكَ العَرَبِيُّ صارَ مُكَبلاً
ما عادَ يُطْلِقُ بالفضاءِ صَهِيِلا
فأجَبتهُ و قد ابتَسَمْتُ لقولهِ
هذا الزمانُ .. و دأبه التبديلا
نأتي إلى هذى الحياةِ براعمٌ
قد لا نُعَمِّرُ .. قدْ نعيشُ طويلا
نبكي و نَضحكُ لا نعي من أمرنا
إلا و نحنُ .. قد غدونا كهولا
و إلى الفنا نمضي و تسْبقُنا الخُطَا
لا نستطيعُ إلى الهروبِ سَبِيِلا
لسناَ جِبَالاً كيْ نظلَّ رواسياً
جِئْنا و في رَحِمِ المجيئِ رَحِيِلا
جئنا لنعبر للترابِ جحافلاً
جيلاً يُسَاقُ إلى المَنُونِ فَجِيِلا
لا شيء يبقى فالتحوُّل دَيّْدَنٌ
حتى الجماد.. تمرَّس التحويلا
**********
شعر/ صلاح عيد
و العمر فوق المنكبينِ ثقيلا
أبصرتهُ يرنو إليَّ بدهشةٍ
و تعجبٍ يترقبُ التأويلا
وأَسَرَّ لي قولاً.. تَهامسَ: يا فَتَى
قَدْ شابَ شعركَ قد هَرِمتَ قليلا
أين النضارةُ ؟ لا أركَ كما مَضَىَ
أين البشاشة ُ؟ أَمْ غدوتَ بخيلا؟
أين ابتسامتك الجميلةَ ؟ فارقتْ
وجهاً تعوَّد أن يعيشَ جميلا
ما للصروفِ بحرْفِها قد سَطَّرتْ
ألماً أراهُ بِمُقْلَتَيْكَ دَلِيلا ؟
كم كُنتَ غضاً كالربيعِ مغرداً
و كأن قلبكَ للربعِ سَلِيلا
كالصبحِ كنت محلقاً.. متألقاً
و تشُع شمسُكَ بُكْرةً و أصِيلا
و إذا دنا ليلٌ وأرْخَى سِتْرَهُ
لاحتْ عِيُونُك بالدُجى قِنْدِيلا
كالفارسِ المِغْوَارِ كُنْتَ مُقاتلاً
و الأنَ سيفكَ لا يُجِيدُ صَلِيلا
و جوادكَ العَرَبِيُّ صارَ مُكَبلاً
ما عادَ يُطْلِقُ بالفضاءِ صَهِيِلا
فأجَبتهُ و قد ابتَسَمْتُ لقولهِ
هذا الزمانُ .. و دأبه التبديلا
نأتي إلى هذى الحياةِ براعمٌ
قد لا نُعَمِّرُ .. قدْ نعيشُ طويلا
نبكي و نَضحكُ لا نعي من أمرنا
إلا و نحنُ .. قد غدونا كهولا
و إلى الفنا نمضي و تسْبقُنا الخُطَا
لا نستطيعُ إلى الهروبِ سَبِيِلا
لسناَ جِبَالاً كيْ نظلَّ رواسياً
جِئْنا و في رَحِمِ المجيئِ رَحِيِلا
جئنا لنعبر للترابِ جحافلاً
جيلاً يُسَاقُ إلى المَنُونِ فَجِيِلا
لا شيء يبقى فالتحوُّل دَيّْدَنٌ
حتى الجماد.. تمرَّس التحويلا
**********
شعر/ صلاح عيد