عبدالله محمد بوخمسين - العقل حاكمٌ....

لا علاقة للعقل بأيٍ من الأديان السماوية ولا الوضعية... العقل جزءٌ أصيل في المخلوقات كبقية الأعضاء ومن لاعقل له لاوعي له ، وعقل الإنسان يتميز على عقول سائر المخلوقات بالقدرة على التفكير والتمييز بين ما يُحسنه ويُقبحه، والعقل حاكمٌ على أفعال الإنسان حيث أنه ليس بمُخير ولابمسير..... فالمخير يختار من عدة خيارات وكأنه ملزمٌ بفعل أحدهم وهذا مالم يكن للعقل دورٌ فيه سواءً كان الإختيار حسناً أو قبيحاً ، وتفصيل ذلك كأن تُعرض عليك عدة ألوان أو عدة أنواع من الفاكهة فتختار أحدها، هنا يكون تفكير العقل محصور ضمن دائرة مغلقة لا مجال له أن يخرج منها مع قدرته على التفكر لإنتاج تفكير ليس ضمن حدود الدائرة... إن الحقيقة هي أن عقل الإنسان القادر على التفكير والتمييز هو من يستطيع أن يرسم الطريق الذي يُحسنه ويبتعد عن الطريق الذي يُقبحه .... وكذلك ليس بمُسيَّر حيث أنه لو كان كذلك فكأنما فُرض وحُكم عليه بفعل ما رُسم له، وهنا لم يكن للعقل أي دورٍ له فيما فعل أي أنه فعل ما أُمر بفعله ... إن كلا الحالين في التخيير أو التسيير تنتفي فيهما عدالة الله سبحانه وتعالى حيث أنَّ كلا الحالتين تخضعان للحساب بنوعيه الثواب والعقاب وهذا ما يتنافى مع عدل الله سبحانه وتعالى الذي يُحاسب الإنسان على كل أفعاله وأقواله بقدر وعيه وإدراكه العقليين...
المؤمنون الدينيون لديهم أوامر فعلٍ وأوامر اجتنابٍ ومُحرمات ومُحللات... وبموجب ذلك فلايجب على المؤمنين إخضاع العقل للرفض أو القبول فيما أُمروا به أو ما نهوا عنه.، أما غير المؤمنين فإنهم يُخضعوا جميع أعمالهم وسلوكياتهم وشهواتهم للتحسين والتقبيح..

عبدالله محمد بوخمسين ٢٠٢١/٩/٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى