محمد سعيد حسين - ما يمكن أن أكون

أوّلُ الواصلينَ
إلى مرمى حجرِ الحلمِِ..
صبيّ لائذٌ باسمِهِ
واسمُهُ..؟!!!
قطيعٌ من الخوفِ يخربشُ
على شبابيك العزلةِ..
لا أتذكّر اسمي..
لا ينسى اسمي أحدٌ..
اسمي..!!
كلمةٌ ترتبك على عتبة الذّاكرة
"أوّل الأخطاء... كلمة"
دمعةٌ تناشدُ لؤلؤَها،
قبل أن يدركَها فصلُ الجفافِ
"أوّلُ الغيثِ اشتهاء"
مزهريّةٌ تحتمل آسنَ الماءِ،
كرمى لعين الزّهور..
المكان:
فسحةٌ بين حدّ السّيف، والسّيف..
الزّمان:
بين جوعين، وغربة
الحدث:
أتذكّر أنّ اسمي:
ضلّيلٌ يبحث عن ثأره..
مملوكٌ يبحث عن رأسه..
و نبيّ ضيّع وحيه، في فسطاط الإخشيدي
أوّل السّردِ..
آخر الكلام
اسمي !!!
زنّارٌ لمدينة القشّ والرّماد..
مدينةٌ..
سكّانُها جوقة عصافير وغربانٍ،
استباحت حرمة السّكون..
لتتلو تراتيلها فوق نعش الضّوء..!
الضّوء!!!
سريان الرّعشةِ في أوصالِ الحلمِ..
الضّوء = موت الحلم..
يدرك الصّبيّ ألا اسم له..
لا وطن لاسمهِ في الحلم..
يدرك الصّبيّ..
أنّه دُرّةُ محارةٍ هجرت البحر
في غفلةٍ من الموج..
واسمُهُ..
موسيقا اسمِهِ !!
وشوشة عاشقين استراحا
على كتف زعلٍ قصير
ثمّ عاودا حلمَهُما من جديد
الصّبيّ..
قبّرةٌ أضاعت صغارها
فدفنت رأسها في طلقة صيّاد
أنا..
يمكن أن أكون..
أمّاً قتلها همّ الأولاد،
وأرعبهم همّ أعباء الجنازة..!!
أوّلَ الواصلين إلى مرمى حجر الموت
رغبةً بالحياة..!!
غيمةً تمتطي ليلاً قارساً
لتنذر الوديان بموعدٍ مع السّيل..!!
عتمةً تشرع رحيلها
آنَ كلّ فجر
دون أن تذرف كلمة وداع
برقاً كظيماً
يلهث خلف عاليات الغيم..
ليسقط نوراً مغشيّاً عليه
أخرج إلى فضاء الجرح..
أنزف ضوئي خارج دائرتي..
أعلن:
أنا جارحُ الدّمعة، حين يفجؤني الحنين..
آسرُ الطّيب حين يمرّ على بلاهتي
طيفُ رضىً
أوّلُ العددِ في قطيعِ البرايا
الّذين لم يموتوا
فقط لأنّ الموتَ لم يهتدِ إلى أسرّتهم
أنا.. فائقُ النّدامَةِ على دمعةِ أسيانَ من فقد..
أنا رهبةُ الصّمتِ في حضرةِ الموت
أنا حمرةُ الخدّ في صولة الخجل
أنا..!!!
فهل يمكن أن أكون..
مائدةَ إفطار الصائمين عن الفرح؟!
كأسَ ندامةِ المهزومين..
وحقيبةَ أحلامهم؟!
حُرْقَةَ صُعَدَاءِ الناحبات..
خلف ضباب الخوف
من جنازةٍ ستأتي بعد حين؟!!
هل يمكن أن أكون
وعداً
واسمي الإله؟!



محمّد سعيد حسين
كتبت عام 2005


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى