طارق حرب - بغداد وعاتكه ونائله وعطيه ونازنده ونابي ونافعه خاتونات بغداد ممن أنشأن سقايات مجانيه عامه ببغداد في القرن التاسع عشر ( العهد العثماني)

اذا كان توفير مياه شرب في المحلات البغداديه مشكلة يعانيها اهل بغداد منذ بنائها
فلقد وجدنا خاتونات بغداد قد بادرن الى توفير مياه شرب مجانيه لأهل بغداد وكانت آخر هذه الخاتونات عادله خاتون التي أنشأت سقايتين في القرن الثامن عشر ولكن القرن التاسع شهد عدد من خاتونات ممن تولين انشاء سقايات مياه مجانيه لأهل بغداد ومنهن:-
سقاية نابي خاتون التي شيدتها سنة ١٨٢٠ م اي في عهد زوج ابنتها والي بغداد العثماني داود باشا في السوق الجديد من محلة الميدان ووقفت نابي خاتون على هذه السقايه وعلى مدرستها عقارات عديده في الاعظميه وفي ام العظام بالكرخ وقرب حمام الگمرگ وسط بغداد وفي مدينة الخالص علماً ان نابي خاتون زوجة والي بغداد سليمان باشا ١٧٨٠ م ووالدة والي بغداد سعيد باشا ١٨١٣م.
ومنهن سقاية نافعه خانم التي أنشأتها في محلة كوك نظر قرب محلة الميدان وتولت والدة نافعه التي اسمها فاطمه خانم احمد بيگ زوجة والي بغداد العثماني محمد رشيد باشا الكوزلكي وقف املاك لها لصالح السقايه كائنه في قرية العنبكيه محافظة ديالى.
ومنهن سقاية خاتون عبد الله وزوجها احمد أغا بن اسماعيل أغا التي أنشأتها سنة ١٨٢٢ زمن الوالي العثماني داود باشا في محلة الميدان والسقايه مطلة بشبابيكها على الشارع العام ووقفت عليها اربعة دكاكين في محلة الميدان وشرطت ان تصرف غلة الدكاكين على السقايه وما تبقى تكون لذريتها وفي حالة انقراض الذريه تكون الواردات للسقايه فقط.
ومنهن سقاية العلويه عاتكه خاتون ابنة السيد علي القادري الگيلاني نقيب اشراف بغداد والمتوفيه سنة ١٨٢٩ م وقد أنشأت هذه السقايه في مدرس عاتكة خاتون( مدرستها) المجاوره لجامع الشيخ عبد القادر الگيلاني المعروفه بالمدرسه الخاتونيه في محلة باب الشيخ وكان تشييد السقايه سنة ١٨١١م زمن والي بغداد عبد الله باشا وشرطت للسقايه مبلغاً قدره(٢٤) آقچه وقد تخربت هذه السقايه بالطاعون الذي اصاب بغداد سنة ١٨٣٩ ومحي اثرها.
ومنهن سقاية نازنده خاتون ابنة مصطفى أغا المتوفيه سنة ١٨٦٧م زمن الوالي العثماني تقي باشا وهي زوجة والي بغداد علي باشا ١٨٠٣ م وكانت السقايه في الجامع الذي شيدته نازنده خاتون في محلة الحيدر خانه قريباً من شارع الرشيذ يطل شباك السقايه على الطريق وخصصت مبلغ ( ١٨٠٠) قرشاً للأنفاق على صيانتها ومدها بالماء على الدوام وكانت سقايه للمارين والعابرين وقد تعطلت هذه السقايه منذ ان لحق الخراب الجامع الذي بنته في اوائل القرن العشرين وقد قال فيها الشاعر؛-
لنازنده خاتون المحامدا قد غدا
لها عند ذكر الصالحات ثناء
والشيء بالشيء يذكر انه كانت توجد مدرسه انشأتها الاوقاف في شارع المغرب باسم مدرسة نازنده خاتون ولكن في التسعينات تم الغاء اسم نازنده وحل الى اسم مدرسة المتميزات٠ ومنهن سقاية نائله خاتون ابنة عبد الرحيم التي أنشأتها سنة ١٨٧٤م زمن الوالي العثماني محمود رووءف باشا وكانت هذه السقايه على الطريق الموءديه من باب المعظم الى الاعظميه ضمن البستان المعروف ببستان الوقف ووقفت على السقايه اوقافاً عديده وشرطت ان تصرف غلتها على السقايه وصرف ما تبقى على المدرسه التي انشأتها مقابل جامع الحيدر خانه كما جعلت هذه السقايه مدفناً لزوجها الثاني مراد بيگ الذي عمل كمتصرف لسنجق العماره وسنجق كربلاء ومدفناً لها بعد وفاتها سنة ١٨٧٧ وقد استمرت السقايه للنفع العام حتى توسيع الشارع العام سنة ١٩٣٥ حيث نقل رفاتها الى جامع الامام الاعظم ولما بنى السيد عبد الحميد الدهان جامعه على ارض تعود لأوقاف نائله حاتون بنى فيه سقايه وهي موجوده الى يومنا هذا في جامع هذا السيد الكريم.
ومنهن سقاية عطيه خاتون ابنة محمود أغا بن عبدالله اغا التي انشأتها سنة ١٨٩٢ زمن الوالي االعثماني حسن رفيق باشا بأتصال جامع العاقولي في محلة العاقوليه ووقفت عليها داراً في محلة جديد حسن باشا وشرطت صرف غلتها على اصلاح السقايه وترميمها واوكلت توليتها الى اسماعيل افندي بن الحاج سليم بن امين وجعلت النظاره عليها للعلامه السيد نعمان خير الدين الالوسي ومكانها على يمين الداخل الى الجامع في حجرة معدة للسقايه مطله على الطريق يتناول منها العطاشى الماء بأكواب نحاس.


طارق حرب خبير قانوني ومحام


  • Like
التفاعلات: تسنيم طه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى