مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - سامح كي تسامح

عن المسيح ، عليه السلام :
إن أخطأ أخوك فوبخه، وإن تاب فاغفر له، وإن أخطأ إليك سبع مرات فتقبل منه توبته.

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملًا.
و عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي خَادِمًا يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ، قَالَ: «تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً»
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذب الحديث.
ولتعلم أن من لا يشكر الناس لا يشكر الرب.....
من يبحث فى الناس عن العيوب فلن يرى سواها......
من يبحث عن الكمال، فى من حوله ، فلن يلقي سوي السراب!!
لا أحد كامل إلا الله.
اعذر تعذر. ..سامح تسامح. ..
اغفر للناس، يغفر لك رب الناس.
ولا تظن يوما أنك أفضل بصلاتك أوصيامك أو عملك، من أحد ؟!
كيف ضمنت أن الله قد قبل صلاتك وصيامك وعملك الذي تحسبه صالحا؟!
ربما كان كل ما تفعله هو مجرد رياء ، وقد أخذت أجره في الدنيا.
فهل علمت كيف ستكون خاتمتك ؟!
إن القلوب تتغير والأفعال تتبدل، فادعو الله أن يثبتك على الحق وأن لا يميل بك الهوى في أي يوم .
لم يخلق الله الجنة لك وحدك، ولم يطلب منك عبادته كي تتمايز على الآخرين بها، وإنما يطلب منك ذلك لمنفعتك، فقربك منه سيمنحك السكينة وسيجعل لحياتك قيمة ، سيعلمك كيف تحيا بحق، وسيشعرك بمتعة كبيرة، فلا تمضي في الأرض حائرا تتخبط، بل سيمنحك حماية ربانية من الخوف والحزن ...
وتشملك حالة من الرضا والقناعة بالقضاء والقدر، وكيف لا وقد علمت أن للكون ملك عظيم تحيا في رعايته ورحمته.
فتعمل، وتسعى بدون تواكل، وأنت مطمئن أن لكل مجتهد نصيب، وأن الله لن يخذلك فهو الحكم العادل.
وإذا ظننت نفسك يوما على الحق، قريبا من الرحمن ، فلا تحسب أنك وكيل الله في الأرض بيمينك تدخل الناس الجنة، وبيسارك تدخلهم النار.
إذا تعلمت فلا يغرنك علمك، ولا تجعلن نفسك فوق الجميع، العلم يمنحك التواضع، ويملأ قلبك بالرحمة.
أكره المعصية ولا تكره العاصي.
ولتعلم أن الدين هو المعاملة، وأن المعاملات تشكل أكثر من٨٠ ٪ من الدين ، بينما لا تتجاوز الطقوس ٢٠ ٪
إن مجرد الابتسامة في وجه أخيك صدقة، و جبر خاطره هو أعلى درجات العبادة؟!
لا تقيم المجادلات والصراعات مع أصحاب الديانات الأخرى، ولا تعاديهم.
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) [ فصلت : 30 ] .
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) سورة الحج
فتعلم أيها الإنسان أن الله هو وحده من يحكم ويفصل، هو وحده من يقرر من يدخل الجنة ومن يدخل النار.
فقط تذكر أنك مسؤل عن نفسك وعملك ولست وصيا على أحد، كلنا عيال الله، وكلنا قد خلقنا الله ونفخ في روحنا من روحه، فصارت الدنيا كلها مسخرة لهذا المخلوق الذي فيه من روحه.
حديث قدسي :
كل يوم تقول الأرض:
دعْني يا ربِّ، أبتلع ابن آدم؛ إنه أكَل من رزقك ولم يشكرك.
وتقول البحار:
ياربِّ، دعني أُغرق ابن أدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك.
وتقول الجبال:
يا ربِّ، دعني أُطبق على ابن آدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك.
وتقول السماء:
يا ربِّ، دعني أنزل كسفًا على ابن آدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك.
فيقول الله عز وجل لهم:
يا مخلوقاتي، أأنتم خلقتموهم؟
يقولون: لا يا ربَّنا.
قال الله: لو خلقتموهم لرحمتموهم، دعوني وعبادي، مَن تاب إلي منهم فأنا حبيبهم, ومَن لم يتب فأنا طبيبهم, وأنا إليهم أرحم من الأمِّ بأولادها, فمن جاءني منهم تائبًا، تلقيته من بعيد مرحبًا بالتائبين, ومَن ذهب منهم عاصيًا، ناديتُه من قريب:
إلى أين تذهب؟!
أوجدت ربًّا غيري؟!
أم وجدت رحيمًا سواي؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى