مُنذر عشرية - مطـر الأُنثويـة..

في إحدى..
-جمبات- ود مدني هبطتْ
هاميت كنجمةٍ
من
ياسمين.. تُداعبُ ستات الشاي.. وميرم
الحبشيـة..
وتقرأُ الفناجيين بملء بصيرتها..
وتطلبُ الشيريـا بدلاً
عن
القهوة..
كانتْ
ترضعُ ثدي النارجيلـة ثم تنفخُ
دخانها في
رئةِ
الهواء..
- فـ
يـ شـ
هـ قُ-


وبالأمسِ القديم.. في بورتسودان
كانت تطرِّزُ من مخيلتها بلداً في غربِ البلاد.. وتطرِّزُ
جنوباً كملكال, تطرِّزُ شرقاً -بلداً ضحويـاً-
من أشعةِ الشمس.. وتفردُ ذراعيها كجناحينِ من نسر, تفتحُ صدرها
البلوري
عُشاً مُبللاً للطيـور, وتصدحُ في حلقها النوارس..
وتضجُّ في عينيها السفن تلوِّحُ للمرسى..
وفي عينيها المرسى يمسحُ على قلبـه لوداعِ
السفن.. يُناجـي
النوارس.
تغمغمُ حِكْمـةً:
دموعُ المراسـي تنبعُ
من البحـر..
ولكنها
أشدُّ
مُلوحـةً..


أُنثـى
من صلصال.. -هاميـت-
أنثـى من نيل ومدينـة من كوش, وأنثي غرائبيـة..
تفردُ يديها على رمالِ الشمال
فينبتُ هرماً..
وبسهمِ عينيها تقتالُ المشارق..
والمغارب..
تسلبُ الظلَّ من الطرقات, تُمرره بين ثنايـا الضوء, وتفتحُ بين
قلبها والأفق ثُقبـاً يُمررُ حدسها الطويل..
يُطلُّ على نافـذة نجم
الثريـا..
•●•
قبل أن
تهبُط كنجمـةٍ تشكلتْ من
ياسمين..
فتحتْ صدرها للغيم..
إمتصتْ الرعد.. وأمطرتْ
مطـرَ
الأُنثويـة.

مُنذر عشرية



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى