سبا جرار - ماذا بعد النفق...؟؟ انتهت معركة النفق وعادت الحرب للانتظار

إنتهت المعركة بأداء ارتقى لمستوى المعنى الحقيقي للوطن والكرامة والايمان بالله الذي لا يحجبه عن الصادقين رجاء ، تشكلت تفاصيل معجزة، لن نتمكن من فهمها،ولكن نمتلك الايمان به،لأنها من القدسية التي ترتقي للإيمان،ولا تحتاج للمحسوس والتأكد،حفروا التراب في أرض الحقيقة،فاخرجوا الشمس من تحت سواد التراجع والخيانات المبررة والواقعية في التفكير ......تجولوا في ارض لا يعرفونا،لكنها تعرفهم،فهمِ جُبلوا من نفس التراب،أرشدهم الله لمآذنه،كانت لحظة الصلاة والتوجه نحو الرواية التي صنعها رجال الشمس والصلاة .......
فقدوا ما يليق بهم من غطاء،فغلفهم ندى فلسطين بعناية الله فكانت لهم أيام خمسة،اعادوا فيها امتداداتهم في كل حبة صبر وبرتقال واقحوان،عاشوا كما أراد،ا انقطعوا عن التواصل المألوف،واتقنوا الحديث مع الحسون والبلبل ليبعث حنينهم لأمهات وآباء انتظروا على نوافذ لعبوا تحتها عندما كانوا أطفال، وحمّلوا طفلْ قبلة هي الرسالة التي ينقلها مقاتل لأمل جديد سوف يحمل الرسالة ويكون المقاتل الموعود ..
كانت لهم روايات من صبر وضحكات واهازيج العتابا التي سمعوها عن بعد يكفي لاستشعار فرحها ، ويكفي ليحافظ على حناجر اصحابهم فهم مازال ينتظرهم درب طويل من الصمود والنضال ... تسللوا من عتم الليل والحقيقة ليحطموا جدار الخيانة والخنوع،فعبروا نحو جنين مودعين الناصرة بقلوب تعدها بالعودة،فكان لهم النصرة من آل جعفر،كيف وهم من تبقى من انصار المهاجرين مع رسول الله المرتحلين معه ليلة الاسراء،امتلكوا نفحات لم نحظى بها ، فنحن لم نجرؤاْ على الخروج للجبال لننثر الخبز والحب ، ولم نبحث عن الريح التي تحمل نسائمهم لننتظرهم ونغني لهم طلع البدر علينا ، بل انزلنا غضبنا وحبنا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لم يكونوا ليأبهوا لها....... الا أنهم ادركوا خوفنا،فبرروه وادركوا ضعفنا فحزنوا ولم يعاتبوا ..... عايشوا اربعة عشر يوما من طاقة النور التي اعادتهم لارض المعراج فكان للجعفر شرف الوطن ورفعة الكرامة .
طافوا كل يوم في شوارع جنين اكلوا الفاكهة من "المفترشات"، تذوقوا الهريسة وعانقوا المخيم بعبقه واصواته وتناقضاته ، تباهت الشوارع التي عبروها، لأنها لا تخون ولا تبلغ عن عابريها ، القوا التحية على كل شيخ كتب لهم وداعه ،وكل سمراء أمضت الليل تصلي وتدعوا لهم بالنجاة ، لمحوا سيارات تتلون فيها اللوحات وتتوحد فيها الهوية الفلسطينية ، غضوا البصر عن بعض التائهين في أمالهم ، وحزنوا كثيرا لشباب اخلصوا لبدلات عسكرية تحمل كل الشرف والكرامة لكنها مكبلة باتفاقيات زائلة لا محالة .
كان لهم العشاء الأخير خبز وحب وامل في اللقاء ، .....وعادوا هناك حيث ينتظر العارضة المعركة القادمة فهو صانع الحقيقة من أفكار تراود المؤمنين وقادة يصنعون من الأقلام نفقا وحفرة وشمس لن تهون .....لان النفق حفر،والتراب نشر حيث أراد له الله ...و الشمس هناك ترصد من يحتاجها من العابرين الجدد فقد كتبت الرسالة واسقطت الأوهام والاقنعة
وكانت الرسالة ماذا بعد النفق ؟؟؟؟؟؟؟
وسيسألنا الأطفال كل يوم،أين قُبلتي فأنا أستحق أن أعايش القادة،وأتمرد على السجان والاوهام .


سبأ جرار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى