آية سامى - يارب.. اريدُ أن أعودَ تُرابًا

يارب..
اريدُ أن أعودَ تُرابًا
كما كنتُ
بشكلي المالحِ المرن
وأحتضنُ الأشياء كلها، دون أن ينسى أحدهم قلبي معه.
أتماهی وأضمَّ النبت فيصيرُ فرعًا طويلًا جدًا
لا صبري القصير الآن.
يارب..
اريد أن أعود ترابًا
لا أحنُّ لأحد
فالكل مني وأنا من الكل
بيديك المبسوطتان تخلق مني الفكرة
وأنا العابرة المتجددةُ مثل الماء
تتشكلُ فيَّ في أيَّ صورة شئت.
يارب أريد أن أظلَّ ثابتة
فليكن
الغبار شكلي عندما يكن الشيء وحيدًا.
التراب ليس له شكلًا
وعندما ينمو يبدأ بفم الإنسان
فالضجيج ابن الحياة
"هذا ما يقوله صاحب لسان أصم بلغة الإشارة"
القدمين الضالتين
والساقين
وبدأ ثباتهم
يدحرجهم الظل إلی الهاوية
"رجل مقعد يتحدث"
اليدين الهاربتين من قيد الحقيقة
يتدليان دائمًا في الخلف
مثقلتين بالكذب.
سر الجاذبية فينا،
"تقول امرأة نَسيِت يديها مع الحب"
القلب ثمرة التراب
يتناوب الجميع لأكله
كما تقول اسطورةُ الخلق الأول.
يارب أريد أن أعود ترابًا
لا أفقه الزمن
ولا عقارب الساعات تنتظرني،
تنتظر ساعة الصفر.
ولا الغرابُ الذي يدسُ منقاره في قلبي كل يوم،
ليعلِّم التراب مبدأ الإحتواء.
أريدُ ألا أعي
شيئا كما كنتُ.
فقط..
الحبُ يُبعثُ مني إليَّ
بكل الصور المشتهاه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى