عتمة قلبها خريف يجرّ عربة الغيْم
صدرها الأعلى قليلا من ظلّ اللّقالق غابة تحضن الشمس
رقبتها الطريّة مسافات من الارتعاش في قلوب الأيائل
شفاها القاسيتان غفوة الوقت في ظلّ الغواية
وجنتاها اللّامعتان مرايا العالم المبلّلة بالبرق
أنفها العالق في الهواء خلية نحل تقتات سباتًا شتويًّا
عيْناها الغامضتان مغارتان محشوّتان بالرّعد
جبينها المشتعل بوح ليليٌّ بأسرار العاصفة
عطرها السّاخن رقصة الغابة مع ذئاب شهوتها
كانت تضع أصابعها خارج البحر
لتسيل الريح رمالاً مالحة
كانت تضع أصابعها داخل البحر
لترقص الرّيح موجة عارية
كانت تضع ساقها اليسرى في المطر
لتركض الرّيح غيمة خضراء
كانت تضع ساقها اليمنى حذو المطر
لتضحك الرّيح عاليًا
كانت تفتح خصرها شرفة نائية
لتحطّ الرّيح فوقها بجعة بحنين أبيض
كانت تعدّ خصرها لقمر عاشق
لتلمع الرّيح نجمة عاشقة
كانت ترمي جسدها اللّولبيّ داخل التّذاؤب
لتنبعث الرّيح باقة من ضوء
كانت ترمي جسدها اللّولبيّ خارج التّذاؤب
لتصير زفزفة من عطر
كانت ترفع بيديْها السّماء قليلا
لتحلّق الريح عشبة يانعة
كانت تشد ّ السماء إليها قليلا
لتصير الرّيح أرنبًا بريًّا
الآن صارت الوردة ريحًا بكامل جذوتها
بعد أن جرّ الخريف الغيم إلى قلبها
بعد أن حضنت الشمس في صدرها لقالق الظلّ
بعد أن علّقت الأيائل على رقبتها قلوبها مرتعشةً
بعد أن أغوى الظلّ الوقت بغفوة في شفتيْها
بعد أن بلّل البرق في وجنتيْها مرايا العالم
بعد أن حمل السبات الشتويّ طنينا إلى أنفها
بعد أن حشا الرّعد عيْنيْها بالغموض
بعد أن راقصتْ شهوةُ الذئاب الغابةَ على إيقاع عطرها
سالت الرّيح
رقصتْ
ركضتْ
ضحكتْ
حطّتْ
لمعتْ
انبعثتْ
حلّقتْ
الآن صارتْ الرّيح وردةً بكامل هبوبها
سمير بية/تونس
صدرها الأعلى قليلا من ظلّ اللّقالق غابة تحضن الشمس
رقبتها الطريّة مسافات من الارتعاش في قلوب الأيائل
شفاها القاسيتان غفوة الوقت في ظلّ الغواية
وجنتاها اللّامعتان مرايا العالم المبلّلة بالبرق
أنفها العالق في الهواء خلية نحل تقتات سباتًا شتويًّا
عيْناها الغامضتان مغارتان محشوّتان بالرّعد
جبينها المشتعل بوح ليليٌّ بأسرار العاصفة
عطرها السّاخن رقصة الغابة مع ذئاب شهوتها
كانت تضع أصابعها خارج البحر
لتسيل الريح رمالاً مالحة
كانت تضع أصابعها داخل البحر
لترقص الرّيح موجة عارية
كانت تضع ساقها اليسرى في المطر
لتركض الرّيح غيمة خضراء
كانت تضع ساقها اليمنى حذو المطر
لتضحك الرّيح عاليًا
كانت تفتح خصرها شرفة نائية
لتحطّ الرّيح فوقها بجعة بحنين أبيض
كانت تعدّ خصرها لقمر عاشق
لتلمع الرّيح نجمة عاشقة
كانت ترمي جسدها اللّولبيّ داخل التّذاؤب
لتنبعث الرّيح باقة من ضوء
كانت ترمي جسدها اللّولبيّ خارج التّذاؤب
لتصير زفزفة من عطر
كانت ترفع بيديْها السّماء قليلا
لتحلّق الريح عشبة يانعة
كانت تشد ّ السماء إليها قليلا
لتصير الرّيح أرنبًا بريًّا
الآن صارت الوردة ريحًا بكامل جذوتها
بعد أن جرّ الخريف الغيم إلى قلبها
بعد أن حضنت الشمس في صدرها لقالق الظلّ
بعد أن علّقت الأيائل على رقبتها قلوبها مرتعشةً
بعد أن أغوى الظلّ الوقت بغفوة في شفتيْها
بعد أن بلّل البرق في وجنتيْها مرايا العالم
بعد أن حمل السبات الشتويّ طنينا إلى أنفها
بعد أن حشا الرّعد عيْنيْها بالغموض
بعد أن راقصتْ شهوةُ الذئاب الغابةَ على إيقاع عطرها
سالت الرّيح
رقصتْ
ركضتْ
ضحكتْ
حطّتْ
لمعتْ
انبعثتْ
حلّقتْ
الآن صارتْ الرّيح وردةً بكامل هبوبها
سمير بية/تونس