د. محمد عباس محمد عرابي - من أدب الأطفال.. أنشودة "الثعلب والديك" لأمير الشعراء أحمد شوقي.

تعد أنشودة الثعلب والديك لأمير الشعراء أحمد شوقي من الشعر الرمزي والقصائد الشهيرة المليئة بالقيم التربوية والأخلاقية ،والتي من أبرزها :ضرورة الاتسام بالذكاء وحسن التصرف ،وضرورة الاتصاف بالصدق في الأقوال والأفعال ،والبعد عن الخداع ،وفي هذا يقول شوقي :
بـَرَزَ الثعـــْـــلَبُ يوماً *** في شـِعـــار الواعـِظيـنا
فـَمـَشى في الأرضِ يـَهــْـدي *** ويـَســُـبُّ المـاكرينا
ويقول: الحـــَــــمـْد لله *** إلـــَـــه العالــــَــمينا
يا عـــِـــباد الله توبوا *** فـَهو كـَهـْفُ التــائبينا
وازهـَدوا في الطـَيـْر إن الـ *** عـَيـْش عـَيـْشُ الزاهـِدينا
واطـْلـُبوا الديـــك يؤذن *** لصـَـلاة الصـُـبـْح فينا
فأتَى الديك رَســــُــولٌ *** مـِن إمــام الناســــكينا
عـَرَضَ الأمرَ عـَلـَيـْـهِ *** وهو يـَرجـــو أن يـَلينا
فأجـــــاب الديـكُ عـُذْراً *** يا أضــَـل المهـْتـَدينا
بـَلـِّـغ الثـَعـْلـَبَ عـَنـي *** عـَنْ جـُدودي الصالحـــينا
عن ذَوي التـِيجان مـِمـَّن *** دَخــَــلَ البـَطـْنَ اللعينا
إنهم قـــالوا وخـَيـْرُ الـ *** قـَوْلِ قـَـوْلُ العـــارفينا
" مـُخـْطـِئٌ مـَنْ ظـَنّ يـَومـاً *** أنَ لِلثـَعـْـلَبِ ديـــنا "(1)
ونظرا لما احتوت الأنشودة من قيم تربوية فلقد أحسنت وزارة التربية والتعليم بمصر صنعًا حينما قررت الأنشودة على طلاب الصف الخامس الابتدائي ضمن مقرر اللغة العربية بغية تربية الأطفال على التنفير من القيم السلبية كالخداع ،وغرس القيم الايجابية في نفوس النشء كالصدق و الذكاء وحسن التصرف
وتبين الأنشودة أنه قد ظهر الثعلب مرتديا قناع النصح والوعظ موجها للآخرين ،داعيا للتوبة ،والزهد، وعدم أكل الطيور ،وطلبه من الديك أن ينادي ويؤذن لصلاة الفجر فما كان من الثعلب إلا الاستشهاد بقول بعض الصالحين (مخطئ من يظن أن للثعلب دين )وحقا وخـَيـْرُ الـقـَوْلِ قـَـوْلُ العـــارفين .
المراجع :
عبد التواب يوسف ،ديوان شوقي للأطفال، القاهرة ،دار المعارف ،1989م ،ص79


(1)عبد التواب يوسف ،ديوان شوقي للأطفال، القاهرة ،دار المعارف ،1989م ،ص79

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى