لم أخبره بأن الشمس تأخرت اليوم
لا بسبب تبدل الوقت أو انتشار الغيوم
بل بسبب المظلة التي اعتمرتها
لم أخبره بتغير ملامح الطريق
لا بسبب الأشجار التي غرستها البلدية
أو اللوحة الجدارية التي رسمها الشهداء العائدون
إنما بسبب النظارات الملونة التي اقتنيتها
سأخبره الآن بأني افرغت أدراجي جميعا
من الاوراق القديمة
صورتي وانا احبو
صورة الكلب الذي مات مسموما
لوحة تشي غيفارا التي وهبنيها حبيب ماركسي
سافر إلى السعودية
للعمل في حقول النفط
رواية قديمة تمزق غلافها
أظنها أنا كارينينا أو جرمينال
كتاب الحصن الحصين
قصاصات جرائد
اوهمتني أني شاعرة وأني سأعيش متنقلة
بين باريس و سراييفو وجزر القمر
وأني ساوقع كتابي ما قبل الاخير
في سفينة شبيهة بتيتانيك
ويكون العازفون من كل القارات
علب صغيرة للعلك أو الشكلاطة
خواتم فضة جلبتها
من دمشق وصنعاء وام درمان
لكنها جميعا صارت ضيقة
لفرط ما انتفخت اصابعي من الجلي
وضغط الدم
ساخبره بانني كنت غبية جدا لكل دمعة
سفحتها من الشوق
مع العلم ان الشوق شان خيالي صرف
تشربه الذاكرة لتبدع في المجاز
وان فنجانا واحدا من القهوة المعتقة
كفيل بنسف أي قنطار من الشوق
ساخبره انه لم يكن وضاح يمن
ولا قيسا عامريا ولا واثق الخطوة يمشي ملكا
وأن ساعات الشوق تلك لو صرفتها في تخليل الزيتون
او تلميع مقابض الابواب أو زرع الحبق
أو إفراغ الادراج من الأوراق القديمة لكنت اقل كآبة
وكنت معتدلة الضغط.
سأخبره بأن الادراج باتت نظيفة واسعة
ولن املأها مرة أخرى
بركام اوراق تعشش فيها العناكب
فوزية العلوي - تونس
لا بسبب تبدل الوقت أو انتشار الغيوم
بل بسبب المظلة التي اعتمرتها
لم أخبره بتغير ملامح الطريق
لا بسبب الأشجار التي غرستها البلدية
أو اللوحة الجدارية التي رسمها الشهداء العائدون
إنما بسبب النظارات الملونة التي اقتنيتها
سأخبره الآن بأني افرغت أدراجي جميعا
من الاوراق القديمة
صورتي وانا احبو
صورة الكلب الذي مات مسموما
لوحة تشي غيفارا التي وهبنيها حبيب ماركسي
سافر إلى السعودية
للعمل في حقول النفط
رواية قديمة تمزق غلافها
أظنها أنا كارينينا أو جرمينال
كتاب الحصن الحصين
قصاصات جرائد
اوهمتني أني شاعرة وأني سأعيش متنقلة
بين باريس و سراييفو وجزر القمر
وأني ساوقع كتابي ما قبل الاخير
في سفينة شبيهة بتيتانيك
ويكون العازفون من كل القارات
علب صغيرة للعلك أو الشكلاطة
خواتم فضة جلبتها
من دمشق وصنعاء وام درمان
لكنها جميعا صارت ضيقة
لفرط ما انتفخت اصابعي من الجلي
وضغط الدم
ساخبره بانني كنت غبية جدا لكل دمعة
سفحتها من الشوق
مع العلم ان الشوق شان خيالي صرف
تشربه الذاكرة لتبدع في المجاز
وان فنجانا واحدا من القهوة المعتقة
كفيل بنسف أي قنطار من الشوق
ساخبره انه لم يكن وضاح يمن
ولا قيسا عامريا ولا واثق الخطوة يمشي ملكا
وأن ساعات الشوق تلك لو صرفتها في تخليل الزيتون
او تلميع مقابض الابواب أو زرع الحبق
أو إفراغ الادراج من الأوراق القديمة لكنت اقل كآبة
وكنت معتدلة الضغط.
سأخبره بأن الادراج باتت نظيفة واسعة
ولن املأها مرة أخرى
بركام اوراق تعشش فيها العناكب
فوزية العلوي - تونس
