أيمن دراوشة - ترشيد (من 8-14 سنة) قصة قصيرة للأطفال

ذهب أبو جاسم إلى مؤسسة الماء والكهرباء لدفع الفاتورة المترتبة عليه، ولكن المفاجأة عندما علم بأن قيمة الفاتورة قد تجاوزت مئتي دينار، فقد صُدمَ من هول الفاتورة، وأخذ يصيح، لقد حذرت أبنائي بأن يُحسنوا استخدام الماء والكهرباء لكن لا حياة لمن تنادي، والنتيجة فاتورة باهظة لا أقدر على دفع تكاليفها، فماذا أفعل أكثر من ذلك..
في هذه اللحظة تقدم أحد الأشخاص ممن هم في عمر أبي جاسم ويُدعى أبو فهد، وحاول هذا الأخير أن يهدِّئ من روعه والتخفيف عنه..
أبو فهد: لا حول ولا قوة إلا بالله، استعن بالله يا أبو جاسم، فلكل مشكلة ولها حل.
أبو جاسم: كيف ذلك يا أخي والفاتورة نهشت راتبي، فأنى لي بالصرف على متطلبات الأسرة لنهاية الشهر.
أبو فهد: كان الله في عونك يا أبا جاسم، لكن اعتبر ما حدث درس لك، فقد كان لزامًا عليك أن تخبر أولادك عن مساوئ التبذير وإهدار المياه والكهرباء بدون حساب.
أبو جاسم: قلت لك يا أبا فهد لقد تعبت من نصحهم وإرشادهم،
أبو فهد: هذا خطأ يجب أن يعلموا فداحة تصرفاتهم، عليك أن تشرح لهم أنَّ الإسراف من الشيطان سواء للماء أو الكهرباء، وعلينا الحفاظ على هذه النعمة من الزوال.
أبو جاسم: ربما أشفقوا على حالتي وساعدوا أنفسهم بتطبيق برنامج استهلاك الماء والكهرباء عندئذٍ سوف تنخفض الفاتورة.. كان الله في عون الآباء.. جيل لا يعرف خطورة ما يعمل.
أبو فهد: نعم يا أبا جاسم، هؤلاء بحاجة إلى رفق ولين وإقناع حتى يصبحوا مواطنين صالحين.
أبو جاسم: فعلا أوافقك الرأي يا أخي، سأنبِّه أولادي بألا يسرفوا في الماء والكهرباء، حتى لو كانوا على نهرٍ جارٍ.
أبو فهد: وفقك الله وهدى الله أبناءك إلى الطريق الصواب.
بعد أسبوع التقى أبو جاسم صديقه
أبو جاسم: الحمد لله فقد أخذت بنصيحتك، واقتنع أولادي بضرورة المحافظة على المياه والكهرباء من الهدر، ووعدوني بألا يهدروا شيئاً مرة أخرى، والنتيجة فاتورة منخفضة جدًّا عما سبق.. فشكراً لله.
أبو فهد: ألم أقل لك: الأولاد زينة الحياة الدنيا فهم بحاجة إلى توعية فقط، وها هم على قدر المسؤولية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى