محمد عباس محمد عرابي - حوار بين القلم والممحاة

رحم الله أمي وأسكنها فسيح جناته (آمين ) فكانت تكبرني بقرابة أربعة عقود (تقريبا ) فأكسبتني عادات وتقاليد ما جمعته من خبرة الكبار وما علمته إياها أحداث الحياة من فطرة سليمة ونقاء قلوب ،ومما علمتني أمي إياه – وإن كنت قليل التطبيق له لصغري !!- علمتني أن أكون محضر خير إن لم أنفع فلا أضر ،وأن أحرص على أن أنفع من حولي وأن أدخل السعادة عليهم (خير الأعمال سرور تدخله على مسلم ) وأن نشكر من قدم لنا معروفًا، وأن نتحلى بآداب الحوار ،وأن نصحح أخطاء الآخرين بحكمة وروية وستر وسرية تامة بعيدا عن الغيبة والنميمة والتشهير بعيدا عن القيل والقال فكلنا أخطاء .أقول ذلك بمناسبة وقوفنا مع حوار القلم والممحاة الذي تم نشره على موقع فجر اللغة العربية وعلى العديد من المواقع يقول الحوار :

قالت الممحاة للقلم: كيف حالكَ يا صديقي؟..

رد القلم بغضب: أنا لست صديقك..

قالت بدهشة: لماذا ؟ ..

رد القلم : لأنني...أكرهك..

قالت بحزن: ولمَ تكرهني؟...

...قال: لأنكِ تمحين ما أكتب..

قالت: أنا لا أمحو إلا الأخطاء..

قال لها: وما شأنكِ أنتِ؟!...

قالت : أنا ممحاة، وهذا عملي...

قال : هذا ليس عملاً ...

قالت : عملي أن.. أفعل مثل عملكَ..

قال القلم : أنتِ مخطئة ومغرورة..

قالت: لماذا؟...

قال: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو..

قالت: إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب..

رفع القلم رأسه وقال: ولكنني أراكِ تصغرين يوما بعد يوم..

قالت: لأنني أضحي بشيء من جسمي كلما محوت خطأ..

قال القلم محزونا: وأنا أحسُّ أنني أقصر مما كنت..

قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم..

ثم نظرت الممحاة إلى القلم بعطف بالغ قائلة: أما زلت تكرهني؟..

ابتسم القلم وقال: كيف أكرهك وقد جمعتنا التضحيات.

نعم إنه حوار يدعو على التفاؤل ،والحرص على نفع الآخرين ،ومن هذا الحوار نقف على قيمة في غاية الأهمية :أن نقول شكرًا لمن يمحو أخطاءنا ،ويرشدنا إلى الصواب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى