محمد عمّار شعابنية - حينما انهار في كَفِّها جَبَلٌ.. شعر

شارعٌ في المدينةِ
يُفْضي إلى شارعٍ في المدينةِ
يفْضي إلى شارعٍ في المدينةِ
يخْرجُ منها
إلى حيث تجري
طريقٌ عموميّةٌ في اتجاه الشّمالْ
أيْنَ تذهَبُ ..؟
ثَمّةَ أوْدِيةٌ لا عليْها جُسُورْ
حين يصرخُ في صمْتِ أحواضها المطَرُ
تتقَطّعُ فيها خُيوطُ العُبُورْ..
كيْفَ تحْرُسُ إسفَلْتَها
مِنْ تَـهَـاوي صخُورٍ مُرابطَةٍ
في هِضابٍ على جانِبَيْها ؟
ومِنْ حُفَرٍ
وتَحَلّلْ أتْرِبةٍ وحصى تَحْتَها
كَيفَ تُرْفقُ بالعرباتِ التي
تعْتلي خَطّها
في اتجاهيْن مخْتَلفَيْنْ
وهْيَ ضَيِّقَةُ العَرْضِ كالمَسْلكِ الجَبَلِي؟
عندما دارتْ العجلاتُ التي
كُنتُ راكِبَها
لمْ أجدْ ما يُغازلُ عَيْنَيّ في سيْرِها
وهْي تجْري
إلى مُسْتَقًرٍّ لها
لا أمامي..
ولا في يمِيني..
ولا في يساري..
ولا في شِعَابٍ تُوْلْوِلُ في
فَجَوَاتِ هوَائيّةٍ بين حِيطَانِها الرّيحُ
مُتْخَمةً بالغُبارْ
قُلْتُ ماذا أُرِيدْ
وأنا أترُك المتَلَوّي
ـ عَلَى سَغَبٍ تتلَوّى ـ
إلى عَيْن أمّ العَرائسِ
وهْيَ التي
فقَدَتْ عَيْنَها
وتَفَشّى ـ كما يتفشّي وَباءٌ ـ
ضَناها وإمْلاقُها
وتكَسّر في أرضِها الآَمَلُ
حينما انهار في كَفِّها جَبَلٌ
مثْلَما انهار في كَفِّ حاضنتي منْجَمٌ
وتعطّلَ في لَيْلِها ونهاراتِها حاضِرٌ
وتعَثّرَ في ظُلْمَة الوَقْتِ مُسْتَقْبَلُ
تطاير في غير أجْوائها
رِيشُ فُسْفاطُها .

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 2 أكتوبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى