تهامة رشيد - على عكس جميع الأمهات

على عكس جميع الأمهات
وبعد تفكير،
قررت أن أكون صادقة
مع أولادي.
(كذبُ الأمهات جميل)
هكذا تجرعنا الأمومة
منذ اليوم سأقول لهم:
لم نكن أنا وأخوتي أطفالا مثاليين-كما حدثتكم من قبل-
وكنا نشاغب كثيراً
وكانت جدتكم تضربنا بقسوة
كانت تخيفنا أكثر من الشرطة.
كنتُ أقول لها أنني لا أحبها
وأحب أبي(جدكم)أكثر
كان جدكم بنظري رقيقاً
ويخلصني من يدي جدتكم
إلى أن أخطات مرة ورأيت الوجه الآخر له
هو لا يختلف عنها.
أولادي الأعزاء:
ظننت في نفسي القوة
وحلفت أن أربيكم بشكلٍ مختلف-وحاولت-
لكنني وريثة القمع والاضطهاد
حاولت كثيرا ألا أضربكم
وأن يكون العقاب لطيفاً ومدروساً،
عملت على ذلك ما استطعت
لكن البئر فاضت مياهها
................................
أول مرّةٍ ضربتُ ابنتي فيها
قلت لها:ليس الضرب للبشر
ولكنه للحيوانات
وأنتِ تصرفت كحيوانة.
مكسّرة بذلك كل ألواح التربية الحديثة
وكل النقش الذي زرعته في قلبها من قبل.
بكيتُ ليلتها طويلاًوأسررتُ لنفسي:
لقد ضربتكِ انتقاماً من أبيكِ
الذي قهرني وأفقرني.
نعم هذه هي الحقيقة المرة
فعلتُ كمافعلَت جدتك .
........... ............. ....
وخرجتُ من هذه البئر..
ولم أكرر هذا التصرف.
حتى صرتم
ثلاثة، والحرب على
الأبواب.
والجوع والتشرد يهددنا..
عاودني العصاب.
وانفجرت في وجوهكم ثلاثتكم
وانفجرت في ظهر رابعكم(الأب)..
صارخة ،مؤنبة،
مقارنة
بي، بطفولتي
بأنني كنت الأفضل
وكنت محترمة.....
كاذبة
أنا كاذبة
اعذروني ياصغاري
فالتجربة كانت قاسية.
خرجتُ من قمقم الإرهاب ،ودخلتُ قمقم الخوف،
وخفت من كذباتي عليكم
سألت صديقاتي، ولا حظتُ جاراتي
كن أكثر عنفا مني...
ومع ذلك لايشعرن بتانيب للضمير .
لا بد أن هناك شيء ما خاطئ ،ما الأمر يا الله لتختبر نا هكذا.
نحن القوارير الرقيقة، كسرونا مرات ومرات.
أصبحت أماًواعترفت بكذباتي
التي كنتُ أبررها بأنني أربّيكم جيداً
منذ اليوم سنتعامل بصدق.
لكن لا تتركوني أغرق في الذهان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى