محمد عباس محمد عرابي - مصر تتحدث عن نفسها.. رائعة حافظ إبراهيم "وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً "

كم أنت عظيمة يا مصر يا بلد الحضارة والمجد ،بلد مسالمة ليس للعدوان والاعتداء معنى في قاموسها ،وخاب وخسر من قلل شأنها أو أنكر فضلها فهي بلد الفن والتاريخ والعلوم .
ومساهمة من في الاحتفاء بيوم مصر العظيم نصر أكتوبر المجيد كان هذا المقال ،وهو يعرض رائعة حافظ إبراهيم :وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً قصيدة (مصر تتحدث عن نفسها) من خلال المحاور التالية :
المحور الأول :عظمة مصر منذ فجر التاريخ .
المحور الثاني :مكانة مصر العظيمة وصمودها أمام المعتدين عليها المحور الثالث :دحض آراء من ينكرون مكانة مصر.
المحور الرابع :مظاهر نبوغ مصر في الفن والتاريخ والعلوم .
المحور الخامس :لا للنيل من مكانة مصر .
المحور السادس :نصائح مصر للمصريين حتى يظل في تقدم دائم
وفيما يلي بيان ما قاله حافظ إبراهيم في ذلك :
المحور الأول :عظمة مصر منذ فجر التاريخ
حول هذا المحور يقول حافظ إبراهيم مبينا قيام مصر على أساس من المجد :
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً**كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهـ**ـرِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر**قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا**سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ**وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ**عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ
وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا**مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ
لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا**مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ
إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها**صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ
فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها**كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ
المحور الثاني :مكانة مصر العظيمة وصمودها أمام المعتدين عليها :
حول هذا المحور يقول حافظ إبراهيم مبينا مكانة مصر العظيمة وصمودها أمام المعتدين عليها:
أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي**لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً**مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي
كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت**ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي
إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي**رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي
وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا**نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي
المحور الثالث :دحض آراء من ينكرون مكانة مصر
حول هذا المحور يقول حافظ إبراهيم وهو يدحض آراء من ينكرون مكانة مصر:
قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي**مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي
هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك**بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي
هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي**أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي
حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه**دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ
هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي**مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي
المحور الرابع :مظاهر نبوغ مصر في الفن والتاريخ وشتى العلوم والمجالات .
في هذا المحور يقول حافظ إبراهيم مظاهر نبوغ مصر في الفن والتاريخ وشتى العلوم والمجالات فيقول :
ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَهـ**ـرَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي
قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو**نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ
إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ**مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي
أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو**مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ
وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت**في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي
وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي**قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ
وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي**فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي
قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو**لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ
فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني**وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي
أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي**في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي
أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ**وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ
أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال**ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي
المحور الخامس :لا للنيل من مكانة مصر :
حول هذا المحور يقول حافظ إبراهيم يستنكر وحن معه مستنكرون لكل من يريد النيل من مكانة مصر:
أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال**أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي
نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني**ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ
نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا**ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ
إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي**يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي
قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ**مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي
المحور السادس :نصائح مصر للمصريين حتى يظل في تقدم دائم
حول هذا المحور يعرض حافظ إبراهيم نصائح مصر للمصريين حتى يظل في تقدم دائم حيث يقول :
أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ**تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ
وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى**يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي
وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ**لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي
وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا**رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ
خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو**مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ
شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ**صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ
فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر**بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ
إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ**كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ
فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا**كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ
فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ**غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ
وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم**رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ
نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ**راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي
وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً**مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي
وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ**فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي
وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ**وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي
فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا**جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ
إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ**قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ
غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ**وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ
وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ**وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ
فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا**فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ
وختاما: دامت مصر عظيمة شامخة بفضل شبابها وجنودها البواسل ـوجيشها العظيم ،وشعبها الأصيل ووفق الله قادتها لكل خير آمين وكل عام ومصر بخير بمناسبة نصر أكتوبر المجيد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى