ذياب شاهين - انقراضٌ وشيكٌ

خَرَجتْ الزجاجةُ

من عنُقي
لتمتلئَ بالماءِ
وأمتلئَ بالهواءِ
فصيلةُ دمي (+B)
وفيرةٌ كوفرةِ بختي
الغاطسِ بوحلِ المستنقعاتِ البعيدةِ
سأكسِرُ بابَ غُرفتي الخشبيَّة
لأنقذَهُ
وأغسلَهُ بماءِ النهرِ
الحليبُ الذي أرضعتْنا
إيّاهُ أمَّهاتُنا
كانَ دافئًا
لا يَزالُ طعمُهُ لذيذًا بفَمي
كدفءِ يومٍ مشمسٍ بالشتاءِ
وحينَما كبُرنا
وجدنا العالمَ مخيفًا
كالصَّمتِ في وحشةِ الليل
نحنُ أبناءُ الصدفةِ
وشهوةِ دنيا تتصابى
أمامَ فتوّةِ الزمنِ
يا لهُ منْ عالمٍ مُراءٍ
يرسمُ زهرةَ الإشاعةِ
فيصدِّقُها البلهاءُ
ويتعطّرُ العقلاءُ بها شذىً كاذبًا
فتنفتحُ مساراتُ الحياةِ
بمفارقاتٍ بهلوانيةٍ
المهرّجُ يبكي منها
ويُتوَّجُ الرجالُ الجوفُ
بتيجانِ الخيلاءِ
أيُّ ثقبٍ أسودَ
خرجَ منهُ عالمُنا
أكتبُ كلامًا رَجراحًا
لا يصدِّقُهُ أحدٌ
ولا يكذِّبُهُ أحدٌ
رَحْمُ الأسبابِ
يلدُ النتائجَ الرضيعةَ
لا رجوعَ منَ المستقبلِ
للحاضرِ
بل ذهابٌ يحدثُ حُلمًا
أيُّها العالمُ شَقيتُ
بما أراهُ في البعيدِ
فالأشجانُ كثيرةٌ
والدموعُ قرّحتْ
عينيَّ الصفراوينِ
أينَ ذَهبتْ سيدةُ السنواتِ
أعاشتْ بي أم عِشتُ بِها
ستركُلني يومًا
كغانيةٍ تركلُ رَجلًا
شابَ شعرُهُ
الزمنُ لا يحلمُ
ولا يُمسكُ أناهُ
أيّةُ عجلاتٍ تسحبُهُ
ساحقةً الأجناسَ والفصولَ
والسُّدمَ
يا للمُزحةِ اللعينةِ ، أنّى لي أنْ أجمعَ
ماءَ الماضي
بأقدَاحٍ الذاكرةِ المهشّمةِ
أهذهِ هيَ الحياةُ
التي ابتغيناها
ما أقسى وديانًا
لا تردِّدُ صخورُها
أضواتَ الطيورِ البريّة
كم أنتَ شقيٌّ
أيُّها اللاهثُ لعدمٍ
من غيرِ رمادٍ

البصرة- الأحدُ
‏03‏/10‏/2021




‏Zum Anzeigen anmelden oder registrieren