حميد العنبر الخويلدي - احاطة تفسيرية لمصطلح المآل الاعتباري من خلال نقد نص "طوافاً بها"

لمحة نقدية لمعلمي ابو طبيخ الموسوي

كيف للقارئ ان يحاور هذا النص الزاخر ب( الرؤية المتشوّفة النظيرة القارئة للذاتي والموضوعي،والتي لايمكن محاصرتها بواقعة محدودة بالزمن الخاص وإنّما تتمدد جغرافيتها لتشتمل على الماضوي المتناسل والحاضر المخاتل..وتلك لعمري مساحة شاسعة وأفق واسع وعمود مكتنز موغل في الأعماق..
نعلم أنها تشي بالحدث التشريني كدافع واخز ،ولكنها اوسع مدارًا بحكم مرونة المجاز واستعداد الحدث للتنامي الدلالي والشعوري معًا..
ثم هذه الفيوض الشعرية النظيرة المطيرة بالأحاسيس المتراصفة مع الإنسانية المعذبة الطيبة..
إطلالات المنظور الإعتباري على النص واضحة لي كوني مطلعًا على الحيثيات والتفاصيل،وإلّا لكنت أعترض على التأطير الذي قدم به الأديب الكبير حميد العنبر الخويلدي نصّه الباذخ ،كونه ناقدًا ايضًا يعي قبل غيره ان المقدمات التأطيرية تحاصر المخلوق الإبداعي ،خاصة إذا كان نصًّا راتعًا بالجمال والحيوية النشيطة،وبالحتم سيمزق شرانقه مهما كانت ( قشرتها صلبة.. وهذا اصطلاحك) ..ولكن الإعتباري الذي اعرف كون منهجي لانهائي يتّسع تلقائيًا كلما كانت نفسه التي يحاورها(النص الراهن)عميقة واسعة متنمرة على العادي كاسرة للإعتيادي،وتلك ثيمة منهج المكاشفة الإعتبارية التي تشرفنا بالإطلاع على روحها المحورية الفاعلة.. وأظنها - إن شاء الله تعالى-ستزحزح الواقع على مستوى الآليّة وعلى مستوى الإصطلاح ،داعين من الواهب الكريم لمبتكرها بتمام الخير وسؤدد الذيوع والإنتشار إنه سميع مجيب..نص يليق بناقد رائد مع التقدير الكبير..


.........…

طوافاً بها
نص من الشعر الاعتباري

طوافاًعلى آخر الذكريات ،
فلعلها الاقربُ للنظر و الاقُربُ للخيال
للقمر والنهر
للشجر والحجر
اقربُ جدّاً للرصاصةِ في ان تعدَّ نفسَها
وترسمَ وجوهَكم ثانيةً كالنجوم
ومن اجل ان لاتغيبوا ولا تُنْسَوا. حتماً تطلُّ وجوهُكم كالمنارة كعمارة البرج المنيف او كالوردة الزاكية بيد غادة فارعة الطول . تقدّمُها لحبيبها الوَلِهِ فيها هديةً
باسمكم بحسنكم بشهادة صوركم وانتم تبتسمون للموت كآخر الذكرياتِ
اكيدٌ رايتُمُ اللهَ المحبوبَ في اللحظة ففرحتُم اكيدٌ اندفعتم له وبه حلولا. وماعدتم
أيْ صنْاعَ البأس والرجولةِ والعزمِ
فلولا الموج ماكان للبحر غضبةٌ
ولولا الرعد ماانساقت الريح مزجورةً
ولولا انَّ الصقرَ سيّدٌ
ماعُرِفَ الفارقُ ولا عرفتْ طبعَها السلالاتُ دونَه ،،
الاسدُ السبعُ كريمٌ بطلْ
والضبعُ جبانٌ فَشِلْ
أيْ مهجَ الربِّ ،،،. انفخوا بها
فلعلها تحتاج ثانيةً وثالثةً ولاتنقطع ،،
هكذا كل مجرىً يستدام
هكذا الهواءُ يركض والغيمُ يركضُ
والشلال يركض وبغداد امُّنا جميعاً تركض
ياقرّةَ العين ومرادَ المدن
هكذا الشعاع نافذٌ لابد الى حيث يطردُ جسدَ الظلمة
ونتنَ الظالمين
فما للقحط من هويةٍ الاّ بموت المطر . أو تأخُّرِهِ عن شفاه الارض
ولو اردنا ان نرى السماءَ المبرقةَ ، المطمئنةَ فيكم
السماءَ الاقربَ لارواحكم هناك
نعم كأننا التقينا
وسمعنا وألْقيْنا الخطابَ الجليلَ
مااحوج الدارَ والمدارَ لكم
مااحوج المسافر والطائرَ لكم
مااحوج البعيدَوالقريبَ ان يشعر انكمُ الدلالةُ
وانكمُ المعنى
استوحشت الالسنُ من عبارتها الامينة
والاماكنُ من دفئها الحميم
والخيلُ والليلُ
والجهاتُ والاعمدةُ
هلمّوا لها وضجّوا بها
اما آن اوانكم ان يترجّل
نكاد نموتُ
و يكادُ يجفُّ بنا الهطولُ
لابرقَ و لارعدَ ولا من يخطف البصرَ والاثرَ
انتم غرسنا الكريم وبذور شمسنا المنيرة
نرى ونسمع جيداً،
خوفَ الغرباء وهلعَهم
يرجفون يتساقطون من خريف اسمائكم
فكيف لو يكشفُ الوقتُ عن
مخفيّهِ ويكشفُ الحجب ،،،،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الشاعر
حميد العنبر الخويلدي
العراق،

،،،،،،،،،،،


صورة مجاراة تفسيرية لنقد الاستاذ الموسوي

ننوي كمثل مانرى ادراكاً ان الاعتبار الوجودي هو الرابط الكوني العام والخاص كلاهما،
العام مايربط كل خليقة وموجود له دورٌ في الآني الراهن ، أو نقول هو اللّدْنية الحاملة
لمضمون الوجود المادي هذا. والذي نحن منه وفيه ، الظاهر منه والباطن منه
وماعداه لاوجود للموجود بالبتة ، انه واعني الاعتبار روح او نفخة الحياة المستدامة ،، وخارج النطاق هذا لاوجود لاي موجود حتماً ، حتى لا يصلح ان ندعي ونقول هناك حيّز من العدم ،
لدينا مفهوم ان العدم وجود آخر. ، العدم منتج ، او واسطة حمل منها ودخول المادي
وكمال اعتباره بصورته وتمام مرامها التصيُّري والكوني ،هذا تفسير للاعتبار في العام ،،
امّا الخاص ،،
فالخِلْقةُ او قل الكتلةُ في الصورة ، ماديّةً من الطبيعة كانت ام تعبيريةً في الحرف في اللون
في النحت في النغم والسّلم الموسيقي ، نفسها محاطةٌ بمآل خاص بها له صفات الكتلة المكون منها ولها ، حسب النوع والسلالة ، وردةً غزالةً موجةً بشراً انساناً قمراً،بعوضةً كل مخلوق في صورته له اعتبارهُ وله مرجعياته التكوينية وصفاته لايختلط مصان عن غيره ، الغزال للغزال والنجم للنجم وهكذا ،
المآل الاعتباري ،نقولها للتفسير فلسفةً معرفيةً هو اخر ما يكون في الصورة. بل هو المرئي
منها والاقرب للحواس والملامس المترابط مع غيرها من الموجودات المجاورة والمتقابلة وكل نشاطات القياس والحجوم الكتلوية وحتى اللامرئية منها ، تدخل ذات المضمار ،
وهناك قبله في التكوين مدمجةً مآلاتٌ اخرى سبقته في اكمال المادة ايِّ مادة حتى ولو كانت ايقونةً او سنبلة او عموداً للكهرباء وغيره ، مسمّاة ويأتي دورها في الكشف بأذن الله،
انما هنا اجاز لنا استاذ المنهج ذاته وفتح لنا مدخلا، لنحاوره والافكار. تنضيج ومزاولة،
فنزل في الدلو ما فاض عن المآل هذا ، والذي نقول عنه انه السابع تكويناً ، اي مايسبقه مؤكد ستةُ مآلاتٍ حلولاً ببعضها او حاصلاً حركياً للفعل المحسوب ،
هذي نظرة تفسيرية نسند بها ما اشار به الفاضل ابو نعمان ابو طبيخ الموسوي ، معلمي
الاساس ، ومن باب الاجهار ورد الفضل لاهله ، كان هذا المنوال عن المنصوصة اعلاه،
( طوافاً بها )
حضرته تطرق عن الاعتبار وعن هذا الذي يعتبره المتلقي الكريم جديداً على قاموسه المعرفي، ولو انّ المعرفة لها مواسم تنزيل. ، لذا. صرّحنا امامكم بها وكاشفنا ما لنا ثقة به
من علم. محدث عساه، فان كان زللاً فهو شطح علينا ، وان كان ماينفع الناس فبها ، جزائنا على الرب الجليل ،
شكراً لاستاذي ، شكراً لتنويهه واستجلاباته الفكرية عن النظرية والمنهج
وما فاض نهر. الا من منبع ،،،



-----------------------------------------

تشرين الاول ٢٠٢١

حميد العنبر الخويلدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى