جبار الكواز - بقايا غدٍ..

متى يكون اليومُ غدا؟!
ومن يحثُّ الخطى وهي تتسارع للنيل من ساعاته؟!...
والساعات في ديدنها القديم
تدقّ كلّما حطّت عقاربُها في مكان ما..
ترابيا
رمليا
مائيا
زجاجيا
خشبيا
أو جسدا له خوار الساعاتِ
فالساعاتُ
اجراسُها ارواحُ من مسكوا الزوالَ نكاية بالغد...
أقلّبُ أوراقَ حياتي حين أرى واحدةً منها رفعت رأسَها لتحرّفَ مسارَ الوقت.
-الوقت جغرافيا
والاوراق تاريخ-
وما من قلمٍ يكتبُ تأريخَنا الّا بنقيعِ تمرٍ ودمٍ..
من سيرمّم ما ضاع منّا في آبار الرؤيا وفي مكائد الايام؟!.
أالغدّ؟!
أم اليومُ ؟!
أم الأمسُ؟!
فالكلّ بلا استثناءٍ نائمون في إسطبلات الزمن.
وبلا كأس ملأته الشظايا في خاصرة الحروب.
ظلّ الغدُ واقفاً في انتظارنا
بابتسامته الخفيّة
و بدموعه المزيفة
يعلمُ قبل غيره
أنّ عمرَه قصيرٌ.
وإنّ أربعا وعشرين ساعةً كافيةٌ لنقله الى مقابر الضباب
وهكذااااا
أبقى
أُقلّب أوراقَ ايامي بلا توجّس
أو اعتماد على فكرة التأجيل.
فالتأجيلُ وثاقُ للايام
والايامُ الصغرى التي تلتفّ حولنا لترتديَ مظهرَها الزائفَ المسمّى(غدا)
ما عادت أياما بل حجاراتٌ سجيلٍ
تورث الارضَ لعنةَ(ابليس). أوشكّ(عطيل)
أوحَيرة(أوديب)
أوجنون (قيس)
حين لم يلصقوا بأيامه عقابيلَ عشقه الصوفي. في متاهات (الربع الخالي).
كلّ ذرة رمل تحيطني هي الغدُ
و أنا الزائلُ قبل اندثار أسوار (بابل)
أو آحتراق (بغداد)
في خضمّ صعيق( كانون)
فلستُ سادرا في غيّي أنا دائما ما أكرّر لعبةَ الايام وما زلتُ
اخشى الغدَ
المجهولَ الواقفَ في الطرف الآخر من (المتوسط).
وهو ينذرنا بآنحدار التكنولوجيا
وآحتراق أجنحة بساط الريح السحرية
وتهشّم درّةَ الرؤيا
في محافل سحرة الخطب الهوائية.
أيّها الغدُ
إبقَ واقفا حتى تهرمَ أبتسامتُك الماكرةُ التي تعدّ الايامَ
عكس عقاربِ الساعة
وتحيل الغدَ الى أمسٍ مظلمٍ
في كلّ أركانه.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى