رسائل الأدباء رسالة من محمد داني الى عبدالرحيم التدلاوي

إلى صديقي وأخي العزيز الأديب والناقد سي عبد الرحيم التدلاوي...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
صباح الخير سي عبد الرحيم..

كانت لي جلسة مع قراءتك المتميزة منذ فجر اليوم.. وقد استطبت قراءتها، وآنست بآرائها.. وتتبعت تاويلها... فأحسست بانتعاش وادركت انني لا أقرأ قولا متصنعا، ولا احكاما متسلطة.. ولكني احسست انني أقرأ تحليلا.. بل على الأصح أقرأ رؤية.. أقرأ نظرة من متمكن لفن الكتابة والسرد، والتخييل.. نظرة مبدع، يطرح وجهات نظره في كيف يرى الأشياء من خلال منظوره الخاص.. من خلال كيف يرى كيف تكتب القصة القصيرة جدا لأنني اعرف أنك واحد من فرسانها الأشاوس.. وهذا لا يستطيع أحد ان ينكره..
أنا لست في هذا المقام لأعطيك تزكية اخي سي عبد الرحيم.. تحليلك ورؤيتك وقراءتك تزكيك.. ولن أقف عند القول عند ويل للمصلين.. إنك ناقد قارئ متذوق شئت ام أبيت.. حتى وغن حاولت نفي هذه الصفة عنك سي عبد الرحيم هذا لن يعفيك من كونك قارئا له منظوره الخاص للكتابة.. وما النقد أستاذي سي عبد الرحيم سوى قراءة خاصة للأعمال والنصوص...
منهجيتك في الطرح منطقية، بدأت من البدايات إلى النهايات وكنت موفقا.. والجميل ان قراءتك لا تتضمن احكاما قطعية، بل تبسط وتقدم وتترك للقارئ الحكم والاختيار.. ومن ثمة كنت اخي سي عبد الرحيم موضوعيا في طروحاتك، وكنت منطقيا في عرضكن وكنت صادقا في رؤيتك وتصوراتك.. ومن ثمة كنت مقنعا في قراءتك وتأويلك..
سي عبد الرحيم.. لا أريد ان تكون كلمتي هاته مجاملة او صب ملح في طعام.. كلمتي هاته اعتراف بانك كاتب وقاص وناقد حصيف.. وقراءاتك التي قراتها كلها تقريبا تنم عن رؤيتك الخاصة للإبداع وفن الكتابة.. لا يوجد هناك شرط ملزم.. لقد سعدت بتحليلك ومنهجيتك..وتجزيئك لعملك النقدي والتحليلي إلى أبواب او مداخل...وقد لممت بكل القضايا التي شغلت هذا اللون الادبي...
الجميل جدا ان أجد تضمينا لك حول مخاوفك على هذا اللون الادبي من الاستسهال والإسهال... والدب فيه بنوع من الاستصغار.. إلى الوقوع حد الابتذال والنكتة والتلغيز، والتكرار،والرداءة،والتهجين...وهذا يدل على حرصك الشديد على نقاوة هذا اللون الادبي الذي بدأ جميلا.. ولكن للأسف بدات تشوبه طفوح مسخت بعض ملامحه...
أخي سي عبد الرحيم... كما عهدتك دائما.. قارئا نهما، وممتعا، ولذيذا في مواقفك وتصوراتك وهذا لن ينفي عنك صفة الناقد حتى وإن أردت التبرؤ منها..لك كلمتك.. ولك بصمتك.. ولك نظرتك.. ولكن توقيعتك الخاصة...
ستسألني ماذا ينقصني يا اخي.. من باب الاستشارة وتبادل الرأي...؟ ماذا سأقول لك...ليس المسؤول بأحسن من السائل...هذه ليست الكتابة الأولى لسي عبد الرحيم.. عندما قراتها وانتهيت منها رغم انها لا تحمل توقيعك.. تيقنت انني امام كتابة يعرف صاحبها ماذا يقول.. وما تطرحه من أفكار تنم عن وعي أولا بفن القصة القصيرة جدا، وتنم عن وعي تام بفن الكتابة الإبداعية.. وتنم كذلك عن كيف تكون المجموعة القصصية.. أي أنه يعرف كل ضوابط اللعبة الإبداعية، وهذا لا يكون بمحض الصدفة او يكون بين ليلة وضحاها.. هذه تجربة وممارسة وخبرة بالكتابة وفن القول ..
لقد أعطيت لكل شيء من خصوصيات القصة القصيرة جدا حقها.. وهذا شيء جميل.. كما كان استنتاجك موضوعيا.. وبالتالي ولو انك لا تريد هذا ، فقد أعطيت يا سي عبد الرحيم شهادة الميلاد لهذا المبدع اليمني...واعلنت علنا عن احقيته في الانتماء لفن القصة القصيرة جدا...
ال 95 صفحة التي ضمنتها رؤيتك النقدية، الخاصة بك والتي لا تلزم أحدا.. هي لك.. من حق النقد أن يلزمك بان لا تبقى حبيسة رفوفك...هي ملك لكل من يريد ان يسافر في دراسة القصة القصيرة جدا.. ومن حق كل واحد ان يتخذها منهجا..
أنت تعرف رأيي فيك من قبل سي عبد الرحيم.. لا تنتظر تزكية من احد اعقلها وتوكل...ننتظر نقدك...ولا تربط نفسك بلون ادبي معين.. اطرح رؤيتك في كل ما يعجبك أو لا يعجبك.. وخذ موقفك.. إنك في الطريق الصحيح... وسعيد بك وبقراءاتك سي عبد الرحيم..
أخوكم: محمد داني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى