تهامة رشيد - تعليقاً على المطالبة بإعدام أو حرق مرتكبي الحرائق:

قرأت تعليقاتٍ كثيرة تطالب بالإعدام أو الحرق وكأنه هكذا تحل مشاكل المجتمع، منذ بداية الأزمة في سوريا تم إعدام الكثير (إرهابيين وسواهم)...
لكن وبعد كل تلك السنين لم تُحل الازمة وعلى العكس تردت الأوضاع الاقتصادية وهبّت نار الاسعار تحرق المواطنين والذين اكثرهم مفجوع بفقد ابنه على الجبهة، او بعودة ابنه مشوها نفسيا او جسديا من الخدمة العسكرية، وكذلك على الطرف الآخر فرار كثير من الشباب خارج سيطرة الدولة، ودفعهم أثمان غالية.ومع ذلك، لم تتوقف أعمال السرقة والنهب والقتل والاغتصاب وطبعا زاد الفساد في ما تبقى مؤسسات الدولة(انا موظفة).. واستُغلت الأزمة أحسن استغلال من قبل السارقين (العفيشة)، من الطرفين في المناطق داخل سيطرة السلطة وخارجها، ومن هذا الخراب كله ظهر مخربون للأرزاق كالذين أشعلوا مواسم الحنطة ومن ثم أشجار الزيتون والليمون،إلخ
الحل في سوريا وفي أي مكان من العالم ياسادتي الحل سياسي، وبالتالي اقتصادي، يجب أن نقرأ التاريخ القريب والبعيد، ونحاول أن نكون داخل التاريخ وليس على هامشه، لئلا نقع في المطب نفسه (نقطع ذنب الأفعى فقط ونترك الرأس)يحب أن نتعلم من أخطائنا، وألا يتم تهميش الريف، وعدم الاهتمام بالنهضة الثقافية للريف، والاهم تحسين مستوى معيشة الفلاح، ووقف النزوح للمدن، وكذلك الاهتمام بالعامل والموظف الشريحة المبرى والأكثر إنتاجية للشباب، وإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى، محرّك المجتمع، مع توفير الحريات (حرية التعبير عن الرأي، حرية الاختلاف).
نزع الخوف من الآخر المختلف (نحن خلقنا لنختلف).
يبدأ ذلك بمصالحة وطنية شاملة.
وتحسين الوضع المعيشي،ومنع الموظف من الإضطرار لعمل ثان وثالث ينهكه نفسياً قبل جسدياً،ولايمكنه من تربية أطفاله، إلا بالصياح والزعيق.
تحسين وضع المراة العاملة وفتح حضانات حقيقية في مكان العمل ومعاملتها بالمثل مع الرجل في الحق والواجب، مع اعتبار خصوصية الأمهات....
وكل هذا لا يتحقق إلا بنهضة المجتمع ككل،
في مجتمع مدني ديمقراطي،
في مجتمع لا نخاف فيه من الجوع وانعدام الامن الغذائي الذي قد يؤدي لولادة مرتكبي حرائق جدد قد يحرقون الوطن بالكامل.
وأختم بقول الإمام الشافعي (بتصرف): إكره الخطأ بشدة لكن أشفق على المخطئ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى