عمر حمداوي - قراءة مقتضبة في قصيدة عامية للشاعرالنخيلي محمود رفاعي العنوان : الوجع فوق الرصيف

النخيلي محمود رفاعي
العنوان : الوجع فوق الرصيف

النص :

فارش بحلمي عالرصيف
فاتح شبابيك الأمل
يمكن تخش الروح
مخطوفة ألوان الربيع
يا هل ترى
أنا باشتري ولا ببيع
دَوِّقني من طعم الفرح قراطين
اتبعترت مني الحروف
وحْمول تُعُض القلب غارزه في الكفوف
شادد خيوط المستحيل
والليل مخاوي خطوتي
والشمس مصلوبة على جذع النخيل
مين اللي قال
الحزن موجَة وتنكسر
دا البحر كاسح سِكته كل الشطوط
وانا لسة مستني الهديل
القلب بيعافر يصد الموج
والروح بتحلم بالصهيل
يا حلم تاه جوا جوابي الروح
ممنوع تبوح
وانا روحي رافضة للسكات
ليه الغـُـنـا سالك طريق الريح
وانا لسة متشعبط في قشاية غريق
انا لسة بانفخ في الضريح
واقرا تعاويذ الزمن
يمكن ترد الروح
كل الساعات عكس اتجاه الأمكنة
لون الأماني مش مريح
والليل بيولد ألف ليل
والفجر جوا قـُـمْـقـُـمُهْ راقد طريح
حتى شبابيك الأمل
طـلـَّة على الوهم البعيد
ما تقوللي غنوة عالوجع
سلفني طاقة للوريد
يمكن ف وسط الموج
ألمح شعاع هارب
ياخد بإيدي للصهيل

قراءة :

نلمح في هذه القصيدة كل معاني الإنسانية بارزة وقوية فالشعر هنا يرفع شعاره في وجه الحياة المستلبة ليرد الإعتبار بقدر الإمكان إنه رسالة موجهة بعناية وتصميم إلى كل مسئول يرى ماهو أمامه على الرصيف ثم يمضي وكأن شيئا لم يكن وهنا يصبح الشعر أداة نضال تقول الحقيقة كاميلة لا يمكن التستر عليها أو الإستهانة بها فهي تقف مساندة لمن هو في حاجة إليها تعتني بهي وتؤكد له أن قيمته في القلب ينوه بها المحب المتعاطف ولا يمر عليها بدون أن يحس نفس الإحساس الذي يعانيه المصاب بالألم وبآفة الحاجة والفقر المذقع إن الشاعر يؤدي دوره المهم ولا يغفل عنه تحت أي سبب فهو حامل البوق النضالي في مقابل وجه اللامبالاة والعدمية مثل هذه الروح الصارخة تعبر عن التضامن بين أبناء المجتمع الواحد وتفرض الأمر الواقع ولا تتجاوزه أو تغطيه بالصوت والصورة المزيفة التي تقول بأأن كل ماهو موجود فهو جميل بل هي أي لغة التعبير تعرض نفسها متناسقة مع الموضوع المعروض لأجل الصدح بالحقيقة كما هي رافعة مطالبها عند العقل والضمير وهذا هو العمل المفروض آداؤه إن أردنا إنتصار الخير وزرع السلم والأمن في البيئة التي ننتمي إليها والتي نحن جميعا نقع تحت قبضتها بسلوكنا وقيمنا فإن صح ذلك حققنا النجاح المطلوب وإن أغفلنا عنها النظر تسببنا في مصير مأزوم ومعقد على الدوام ومشاكل لا تنفد من طريقنا وللسعادة المشتركة قانون لا بد من السعي إليه بثقة حتى يصير واقعا وهذه الإشارات التي نبهتنا إليها هذه القصيدة تعد منارة مضيئة وهاجة بالعطف والمحبة فهي إن صح الرأي تمثل جوهرالأمر كله ومنها نلخص جميع معاناتنا التي تورطنا فيها من قبل ولا زلنا لم نفطن إلى أصل الإختلال والتخلف المريع فالتطور يكون بالمحافظة على قانون حماية الحرية والكرامة وتقاسم الثروة بالعدل بين الجميع دون إستثناء أي مواطن ساكن فوق أرض الوطن ولا يمكن صرف النظر وتحويله فقط نحو الجهة المستغلة والمنتفعة والتباهي بها أكثرمما يجب هذه القصيدة تصحح الوضع وتطرح أفكارا إذا نحن تمعنا فيها إستطعنا تحدي كل ما يعترضنا من نقائص مفزعة وصححنا علاقتنا بالسياسة لأنها مرتبطة بوجودنا وما علينا إلا أن ننفصل عن السلبيات المذمومة المدمرة وننخرط في تأدية الواجب المنوط بنا بإخلاص النية وسنرى ونلحظ النجاح تتوسع دائرته لتشمل الكل فنحرز حينها ما نرجوه بفضل الإرادة المشتركة المصممة على خلق صفة الحياة الجديدة والجيدة التي يرضاها الشعب الواعي وحكومته القائمة على شأنه العام ومن ثمة يزول الشقاء الذي لا يحتمل عن القلوب ويزول الوجع من فوق الرصيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى