منعم الفقير - لها..

لها
أحيا من أجلكِ
ومن أجلي أموتُ
....
السماء أصطفتكَ
فأودع الأرض ظلكَ
وأمضِ محلقاً
أيها الطائر
نحو خلجان الضوء
لا ترهن
جنحك للريح
كنْ ريحاً
وهواءً ان تعذر الهواء
لا بوابة
ولا ممر
إلى السماء
العالم لكَ
ما دمتَ أنتَ لكَ
قوتكَ
متوقف عليكَ
وليس وقفاً على كيد
السماء اصطفتك طائراً
حلق
الطيران
وجود
لا خوف عليك
من خوف
أو من لا خوف
أفرح
افرح بك
يا أنشودة
لم ينشدها الكون بعد
افرح
يا فرحاً
احزن كل الاحزان
لا بسمة
لكون تكون
بلا شفتيكَ
ولا كلمة
على كلمتكَ
فلُمَ الصمت
حلّق
الطيران
وجود
الكلمة ارادة
ولا ارادة
بلا حرية
(آه
أنا طليق
وحريتي سجينة)
ايها الطائر
حلّق
دونك السماء
الأرض عيدان ملفوفة
وحبوب منثورة
حلّق
لا حرب دعوتَ إليها
ولا فيها أنخرطتَ
لا ضيق
علام تنشد السعة
العالم
واسع
بسعة
وسعك
اتسع كيلا تدع للضيق ما يضيّق...
لا وقت لديكَ للوقت
حلّق
لترى السماءُ فيكَ سموها
وتنبسط على وقعكَ الأرض
(الارض بساطك
لا تطويه
ولا تنتهي
النهاية بدء)
حلّق
لست أنتَ تبعة طريق
أنتَ الطريق
لا طريق
دونكَ
لِمَ تخاف قدمك
من زلة
(الطريق يعرف من سائريه)
لستُ أنا من يحلّق
بل السماء
قال الطائر
ومنح الريح جناحيه
الارواح السامقة
لا تثقل سماءً
ولا تتثاقل
منها الارض
كل
ما عليك
غدا لك
(منذ أن امسك بالغناء
تخلى عنه الهمس)
عرف
الهواء فمه
واوشى به للأذن
(الافق يبتعد بنظري
لينفي عني نظراتي)
(ما الحب ان لم تكن أنتَ هي)
الآن أنت آخر
ما كانك ابداً
خيالك حقيقتك
وحقيقة سواك محض خيال
كنْ للريح هبوباً
وللجهات وجهات
السماء لك
كل ما لك هو لك
وما عليك غدا لكَ
الآن
اودع الأرض
ظلك
واتجه صوب
السماء

منعم الفقير