جيلالي بن عبيدة - ورد التشهي.. شعر

ايها الورد ...
وجهي سرب يمام
و كفي حقولا من الجلنار
تعرش في أشجار النهار بروقا
و في الليل تصغي للغيم ثم تذوب
أرى الباكين على الورد
حطوا الفراغ على قبري
ثم ذابوا في الغيم و انصرفوا
فكل الذين يحيطون بي جمر و رماد
فأعشب في شفتي الطلام
و حاطت من ملحه القبرات النهار
فيورق في رغبتي الظل و القمر
ها ...
و يعبر هذا الذي راودته
فيوض المحبة راح يخيء دمعه
في أشجار المساء
لماذا تقاتل أسرار العارفين
و تبكي ...بكت بكى السياف رمعي
مولاي أرى شفتيك غزالا
سيترك في كل دالية
ألقا و غناء
و هذي الطواسين تعصر
من خمرتي عنبا للصحو
و هذي الأراجيح تغزل من نشوتي
وطنا للطحالب
يا قاتل الحب في جرة الطين
اني أرى الماء احترقا
ها...
و صحوك سكر
يحيل دمي نخلات تضئن طريقي
لعل ضفائر أمي تنفض هذا العالم من الاختناق
تخيط أناملها معطفا للعراة
تخبيء دمعاتها كي لا تبصر الريح في وجهي
يا مولاي يساقط الأنبياء
على حاجز الوقت يحترقون
فتخفي جراحاتي
اه ...
يا جبل الدمع
أودعت في أعماقك سري
و حاكت من جمره الشمس جرح العراة
و يذروا دمي التافهون على الطرقات
و راحوا يخيطون من جسدي معطفا للرماة
سيزهر في هيئتي الماء و الألواح
و هدا اليباس الذي يخضر جروحا نهارا
و في الليل يعصر من جبتي عنبا
كلما اتسع الماء في جبتي
كان ملح الأرض يضيق
و كان امرؤ القيس
أول قتلاه جمر دمي
اه...
يا امرأة القلق الوثني
نساء القبيلة في الغيم أسئلة
لم أجد أين أبني للمشتهى خميتي ...
يا امرؤ القيس يشربنا الجوع و الصيف فاكهة
هل تدكرنا الصحراء أم الجبل ؟
و أرى الغيم أجهش
بالصحو و الشوك عرش في مدني
يا امرؤ القيس يستيقظ الورد في شفتي
و أراك تفتش عن سيفك العربي و كل القبيلة
خانتك خانت دمي

جيـــــــــــلالي بن عبيدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى