أ. د. مصطفى الشليح - أتذكر: كما سيرةُ الاسم في القصيدة

* كيفَ اسمُكَ اللغويُّ يحفرُ ظلَّه في كهفِ هذا البدءِ مذ فتَّحَ عينَه النَّهرُ الصَّغيرُ على فتًى للضَّوء يستفتي سرابًا ظلُّه، ويمدُّ رملا شكلُه، حتَّى يضجَّ بهدأةِ التَّأويل في ليل الخروج إلى السؤال عن الصَّدَى في غربة الأسماء عن أسمائها، فإذا بها الأشياءُ تخلعُ ثوبَها بحثا عن الأسماء في أشيائها يتقنَّعُ اسمُكَ، عنكَ يرفعُ نخلُه أيَّانَ يصدعُ قولُه: هذي أساميكَ التي تندعُّ في أصدائها، فاقرأ، فما اسمكَ حافرًا ظلا لتكتبَه سلا ديوانَ شعر ناظرًا بسمائها ؟ *
ميمُ:
تهمُّ إذا الميمِّمُ وجهةً لا يبهمُ، المُتَوهِّمُ الملمومُ، في شذراته، المحمومُ في خطراته، المُترنِّمُ الحرفِ، المرمِّمُ ذاتَه، المتنعِّمُ المعنى، المُعمَّمُ باسمِه، إمَّا الإشارةَ يُلهمُ، المتوسِّمُ الرؤيا، كأنَّ يتكتَّمُ، المترسِّمُ المرسومُ، عنكَ، وعندكَ المختومُ باسمِكَ راسمٌ يستفهمُ.
صادُ:
تقصُّ، فشاخصٌ منها الخلوصُ، فراهصٌ أبدُ الكلام، فعاقصٌ شعرًا، فقابصُ جمرةٍ باسمٍ، فخالصُ بذرةٍ، فالرَّاقصُ المقصوصُ خطوًا، فالنُّكوصُ إلى اسمه يتملَّصُ البدءُ الخفيُّ، فقارصٌ أبديَّةً، يتقمَّصُ الشَّكلَ الأخيرَ، من الرِّوايةِ كلَّما يتقلَّصُ السَّردُ البعيدُ، فشاخصٌ. لولا النُّصوصُ تقصُّ لاسمكَ سيرةً ماذا ستقتصُّ النُّصوصُ ؟
طاءُ:
تأبَّطُ ما الهبوطُ يخطُّ، تنقطُ ما الشُّطوطُ تشطُّ أيَّانُ المحيطُّ يحطُّ فضَّتَه على رقراقه يشتطُّ، يختطُّ المصبَّ، ويضبطُ المجرى، كما هُوَ يلقطُ الاسمَ الصغيرَ، فينشطُ الاسمُ الصغيرُ، هُوَ الذي، يتأبَّطُ اسمًا حين تقدحُه الخيوطُ، وحينَ يجرحُه الهبوطُ.
فاءٌ:
تشفُّ، ترفُّ حين تخفُّ، أَوْ يتخفَّفُ القطفُ النديفُ، فليسَ يكشفُ ما يخافُ به، وما عنه يكفُّ إذا يحفُّ، فطيفُه يرفو سلالَ الضَّوء، يطفو طرفُه، والسِّجفُ يرجفُ، يجرفُ الأشياءَ تغفو كلَّما يتخلَّفُ الصَّدفُ الرَّهيفُ، وكلَّما الخزفُ الكثيفُ، وكلَّما فاءٌ تخفُّ إذا اسْمُ بحركَ واقفًا يتلقَّفُ.
ألفٌ:
بها يتوضَّأ الغيمُ الوضيءُ، موطَّأٌ لفراشةٍ. أسماءُ تبدأ، ثمَّ تنشأ، ثمَّ تقرأ قولها: فاقرأ. سماءٌ منشأُ السَّفر القديم، فتطرأ الأشياءُ، تنكأ تربة المعنى، فماءٌ، فالهباءُ، فيهدأ النَّهرُ. اسمُكَ النَّهرُ الذي لا يهدأ. الأسماءُ منْ ألفٍ تضاءُ، بلوحِها تتنبَّأ.
* هذي البقيَّةُ لاسمكَ المقطوفِ، منْ أبراجكَ، المحفوفِ بالذِّكرى، إلى أحراجكَ العليا. وهذا ما تبقَّى منكَ: خمسةُ أحرفٍ، فكأنْ بقيَّتُها ضوءٌ رفا ضوءًا فما أضفى ولا أخفى، واسمكَ الحيويُّ ألفاهُ اسمكَ اللغويُّ، فانتبهتْ حواسُّ الأرض تلقاهُ، لمَ اسمكَ لاسمكَ المنذور للذكرى، وللأرض الخرابْ.*

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى