عمر حمداوي - قراءة في قصة الكنز : رومي الريس

الكنز : رومي الريس

النص


نظر إلى أبنائه بعينين زائغتين، وهو على فراش الموت وقال لهم بصوت واهن: أحبابي سأرحل عن العالم قريبا
ولكني سأترك لكم ثروة لا تقدر بثمن
نظر الأبناء إلى بعضهم البعض في سعادة وفرح ثم إلى وجه والدهم الشاحب، الذي استطرد حديثه قائلا :
فأنا كما تعلمون لا أملك من حطام الدنيا شيئا ولكنى عشت حياتي، وأنا أحمل بداخلي قلبا محبا للخير لكل إنسان ولم أحمل كرها أو حقداً لأحد في يوم من الأيام وعشت سعيداً و كأني ملك
فلذات كبدي... أوصيكم وأنا على شفا الموت بأن تحبوا بعضكم بعضا فالحب نعمة كبيرة من الله لا تقدر بثمن وهو الكنز الذي أتركه لكم

النقد
********

الحب مهم في حياة الإنسان وهو نعمة عظيمة هو أصل الوحدة والنظام المتفوق والناجح إلخ أوفقك الرأي تماما لا إعتراض على أن تكون المحبة بيننا ولكن المجتمع او مؤسسات الدولة حين لا تعمل من جانبها بهذه العاطغة الاخلاقية فإنها تخلق مشكلات كبرى وهذا هو الكائن على وجه التحديد بمعنى أن الحب غير معروف حقيقة فقط مجرد تمثيل هزيل ولعب أدوار فاشلة حب في الظاهر أما من الداخل فالأمر مختلف لا يوجد حب وأصلا الدول العربية المنحرفة سلوكها فهي تحارب الحب وتتمتدى في تشويهه وتسجنه وتقغتاله بأساليب قد لا يدركها المواطن العادي وتغيب حتى على المثقف الذي يعتبر المثال للوعي ونموذجه ومن ثم من هذا النفاق ومن هذا الجهل تضمحل المشاعر وتجف وتذبل زهرة العلاقات فلا تعود لها نضرة ولا عطر وتنسحق قبل أن تنضج وتتفتح ولا يبالي بها المجتمع برمته لانه لا يعرف قيمتنا ولا يؤمن بها وهذا لا يستطيع ان يتعارض معه أحد من الناس لأنه ظاهرة عربية بامتياز تلخصت عندنا ولا نهاب إذا قلنا أن المساهمين في غياب المحبة الحقيقية الكثير منهم مثقفون وعلماء ترسخ فيهم كره الحب حتى عادوه جهرة وافتوا فيه بالتحريم وبغضوه ورخصوا شأنه وسخروا من المحبين كلهم واتهموهم في افكارهم ومعتقداتهم الخلاصة أنهم شيطنوا الحب جعلوا منه مذلة ( الهوى من الهوان ) يعني سلبوه الفضيلة وحق الإنتعاش والحياة حتر لم يعد له دور ينجزه فقد الشرعية وهمش صار ممارسة في الخفاء والظلام وكام بالأحرى ان يكون علاقات إنسانية عادية بالقبول والرضى والتعامل بالطيبة والتعاون على الخير وهكذا فقد الإعتبار ولقي النكران و الإمتعاض و الجفاء فخجل من واجهة الشمس و الواقع
وتكونت أزمات نفسية عويصة وذهب ضحيتها المجتمع وفاقم المشكلة الجهل والأمية التي تعهدتها ورعتها الدول التيي تخشى من انتشار الوعي الحقيقي وساندها كما قلت رجال مستفيدون من دعمها ومكتسباتها التي تجود بها عليهم بكرم وسخاء فوائد متبادلة بينها وبين علماء البلاط الذين يميلون مع النخب السياسية ويلعبون دور التوازن حتى لا تفتضح غشهم وفساد آرآئهم وضلالها علماء البلاط يغطون في النوم ويغطون على جرائم الدولة المرتكبة في حق المجتمع ليصبح من الدرجة الأخيرة في كل شؤون حياته العاطفية والإقتصادية والفكرية والعلمية شعب ينوبون عليه في التفكير والتصويت ويفرضون عليه حكمهم بالقوة يفرضون عليه الإحباط ليسهل تسييره والتحكم فيه وفعلا صار ت العبودية طريقته في العيش بحيث أنه لن يكتشف الخدعة إلا بعد زمن طويل لم يكن يتصور أن السياسة في مقدورها ان تجعله خادما كالبهيمة وانها تسلب منه العقل والبصر والبصيرة كل هذا تفعله وزيادة وهي اليوم انكشفت للعيان فلا حب ولا رعاية ولا عدل ولا حقوق ولا حياة قتل ودمار وحروب وو أمور فظيعة تتزعزع لها الجبال وام يتزعزع لها حكام العرب المستغلين لبقرة حاحا كل هذا من جراء نحر المحبة على جميع المنابر دون اي ورع أو صون للعلم والثقافة
منجزات العالم العربي فتن ونفاق ومظالم وجرائم وعدوان وكذب و أمور يندى لها الجبين اخلاق متعفنة متردية تخجل من الإنتماء إليها سلوكات همجية لو قيل هذا فعل العرب لم تصدق ما تسمعه ولا ما تراه إنقلاب على الدين كله والمصيبة العجيبة والمبكية المضحكة أن اكبرهم طغيانا يدعي الإنتساب إلي الإسلام وتجد فيه كل صفات الجهل والتخلف متوفرة ورغم ذلك يحاول أن يظهر بمظهر التقي النقي والطاهر الخلوق المحب زيف وزور وشهادات معكوسة منكوصة تجد من يزينها أو يسكت عنها ولا يبينها للناس ليفظل النهب والتخريب والأستغلال إلى الابد دون ان يجد المجتمع المحامي الذي يدفع الإهانة ويرد له الإعتبار الحب انمحى في زمننا وسط هذه المآسي ضرب بالكيماوي وهجر الديار مع من هجر رحل عن الجزيرة العربية لم يبقى بين المسلمين غير صليل السيوف ولعلعة الرصاص ودوي المدافع وسفك الدماء وسكب الدموع والتشريد والتجويع والأسئلة التالية كما يلي أين الحب بين السعودية واليمن ؟
أين الحب بين العراق وإيران ؟ أين هو الحب بين السوريين وجيشهم ؟ أين الحب بين الليبيين زحفترهم التسعيني وقذاهم الذي حكم ٤٢ سمنة ولم يشأ أن يتنازل ؟ وأين الحب في السودان الذي إنقسم بالمنشار ؟ وأين أين الحب في الصومال مالي ونيجيريا و أفغانستان ؟ وأين الحب في الجزائر بين الشعب و جينيرالاته ؟ أين الحب في تونس البوعزيزية ؟ أين الحب في مصر ؟ وأي الحب المغرب ؟ أين نحن من ما يجري في عالمنا العربي
جملة وتفصيلا كل شيئ لعبة ومصلحة شخصية
والشعوب تذهب إلى الجحيم والحكم للاقوى ورجال الدين أتباع يصفقون للغالب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى