البروفسور نجيب جورج عوض - الأمكنـة..

لم تكن الأمكنة يوماً
قراراً، بل قدراً:
نوُلَدُ كي نبحث في أحشاءها
عن ركنٍ
لنُدفَـنَ فيه.
نحمل الأمكنة معنا
كالجراح النازفة،
أو كالذكريات المرّة
التي تتشبث بعقولنا كعلقٍ،
أو كأخيلةٍ
كلما ابتعدنا قدماً،
تزيد ونحن ننقصُ،
وكلما لصقنا مطارحنا،
صرنا أكثر غربةً وعرياً
أمام طباع الحياة.
ماذا فعلنا كي تحيلنا الأمكنة
إلى كائناتٍ بكل هذا الضعف والهشاشة؛
إذ تتفرج على الترحال
ينحتنا كالغضار
ثم ينفخنا غباراً على أقمصة الزمن؟
أي جريمةً نقترفها
حين نجري وراء حرية شهية
ينبوعها معشوشبٌ بالحياة
إغواءها جارح كالغياب،
حتى نرى بأم العين حجومنا الضئيلة
تطيح بها الأمكنة؟


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى