البيْتُ دونَ نافذةٍ
كعادته يُعْرب التُّونِسيُّ
يشيّد بيتا على التلّ من جهة البحْر
لكنّه مثلما العشّ
من غير ولولة الرّيح
يسْقط،
يسْقط في الحال
لم يدْرك السرّ
لم يدرك السرّ قال:
لعلّ
إذا
ربّما
كنْه أحْجار أرْكانه كلُّها هشّةٌ
غيْرُ مصْقولةٍ في مواقعها جيّدا
والمكان الذي أبْتني فوْقَه سبْخةٌ رخْوة،
ثم غيرّ كنْه العناصر،
غيّر إسْمنته اللّغةَ البكْر
والجبْس،
غيّر نظرته فأْسَه البرْقَ،
غيّرأسْلوبه المعْدن الصّلْب
غيّر وجْهته،
مدْلجًا في أعالي الجبال
وراحَ بروح الإلاَه البسيط
إلاه الشّقاءْ،
يشيّد من عظمِه الصخْر بيْتًا
وينْحتُه بحنّوالنّدى جرّةً للرؤى والغناء،
فمَا إنْ ضحًى تمّهُ،
غاسلا جسْمه
تحْت بطّومةٍ في العراء هنالك في النّهْرِ
حتّى تهاوى علَى نفْسه البيْتُ
من قشّ أنْقاضه
قد تعَالى الدّخانُ،
فغمغم: لا بيت
لا بيت لي غيرُ هذا
ولمْ يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ قال:
لعلّ
إذا
ربّما القهقهاتُ الشياطينُ حلّت به
أّيْنما قدْ حللتُ وشيّدتُ
لوْ أنّني
لوْ أعلّقُ حرْباءَ
في البابِ مثل قرنْفلةٍ جافّةٍ
أتهجّدُ مَا يتيسّرُ
لوْ أنّني
لوْ أقدّمُ أضْحيةً،
وأخضّب كفيَّ حنّاء من دمِها،
ثمّ أطْلي بها الجُدرانَ،
فهلْ كلّ مَا سَأشيّدُ حقًّا
سيسْقط
يسْقط في الحَال؟
هبّ بكدّ
كمثْل الإلاه البسيط
يشيّد بيْتًا،
فمَا إنْ قُبيل انْسدال الدّجَى تمّه
قدْ تهَاوى على نفْسه البيْتُ
رغْم الرّقى،
رغْم خمْسة فاطمة الطّاهرَه
فَجُنّ،
يعضّ التّراب،
أصَابعه،
نادبًا وجهه،
لاعنا حظه،
راكلاً ظلّه والهواء الحصى
ولم يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ
وهو يتمتمُ في القفْر:
هل يكمنُ الخلَلُ السّرطانيّ
ممّا أشيّدُ
في الطّين أمْ في لظى رؤْيتي رَاحتيّ؟
وظلّ دُهورا من الممْكنات الظّلال
يشيّد بيْتا
على إثْر بيْت،
فيسْقط ،
يسْقط في الحال
لم ينْبش الكتبَ الصُّفْرَ
لمْ يسْأل الآخرين
من الغرباء المجَانين والأنبياء
على ساحل المتوسّط
حتّى متَى هكذا؟
لمَ؟
كيْفَ؟
لماذا؟
ولم يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ
إلاّ علَى أهْبة الأرْبعين
بأنّ هنا كلّ بيْت تشيّده رَاحتاه
سيسقط حتْمًا
علَى هذه الأرْض في كلّ أرْض
فمادام تنْقصه
ليْس تنقصه غير نافذة
من كتاب أجمل ما فيك لا يقبل الترجمة
كعادته يُعْرب التُّونِسيُّ
يشيّد بيتا على التلّ من جهة البحْر
لكنّه مثلما العشّ
من غير ولولة الرّيح
يسْقط،
يسْقط في الحال
لم يدْرك السرّ
لم يدرك السرّ قال:
لعلّ
إذا
ربّما
كنْه أحْجار أرْكانه كلُّها هشّةٌ
غيْرُ مصْقولةٍ في مواقعها جيّدا
والمكان الذي أبْتني فوْقَه سبْخةٌ رخْوة،
ثم غيرّ كنْه العناصر،
غيّر إسْمنته اللّغةَ البكْر
والجبْس،
غيّر نظرته فأْسَه البرْقَ،
غيّرأسْلوبه المعْدن الصّلْب
غيّر وجْهته،
مدْلجًا في أعالي الجبال
وراحَ بروح الإلاَه البسيط
إلاه الشّقاءْ،
يشيّد من عظمِه الصخْر بيْتًا
وينْحتُه بحنّوالنّدى جرّةً للرؤى والغناء،
فمَا إنْ ضحًى تمّهُ،
غاسلا جسْمه
تحْت بطّومةٍ في العراء هنالك في النّهْرِ
حتّى تهاوى علَى نفْسه البيْتُ
من قشّ أنْقاضه
قد تعَالى الدّخانُ،
فغمغم: لا بيت
لا بيت لي غيرُ هذا
ولمْ يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ قال:
لعلّ
إذا
ربّما القهقهاتُ الشياطينُ حلّت به
أّيْنما قدْ حللتُ وشيّدتُ
لوْ أنّني
لوْ أعلّقُ حرْباءَ
في البابِ مثل قرنْفلةٍ جافّةٍ
أتهجّدُ مَا يتيسّرُ
لوْ أنّني
لوْ أقدّمُ أضْحيةً،
وأخضّب كفيَّ حنّاء من دمِها،
ثمّ أطْلي بها الجُدرانَ،
فهلْ كلّ مَا سَأشيّدُ حقًّا
سيسْقط
يسْقط في الحَال؟
هبّ بكدّ
كمثْل الإلاه البسيط
يشيّد بيْتًا،
فمَا إنْ قُبيل انْسدال الدّجَى تمّه
قدْ تهَاوى على نفْسه البيْتُ
رغْم الرّقى،
رغْم خمْسة فاطمة الطّاهرَه
فَجُنّ،
يعضّ التّراب،
أصَابعه،
نادبًا وجهه،
لاعنا حظه،
راكلاً ظلّه والهواء الحصى
ولم يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ
وهو يتمتمُ في القفْر:
هل يكمنُ الخلَلُ السّرطانيّ
ممّا أشيّدُ
في الطّين أمْ في لظى رؤْيتي رَاحتيّ؟
وظلّ دُهورا من الممْكنات الظّلال
يشيّد بيْتا
على إثْر بيْت،
فيسْقط ،
يسْقط في الحال
لم ينْبش الكتبَ الصُّفْرَ
لمْ يسْأل الآخرين
من الغرباء المجَانين والأنبياء
على ساحل المتوسّط
حتّى متَى هكذا؟
لمَ؟
كيْفَ؟
لماذا؟
ولم يدْرك السرّ
لمْ يدرك السرّ
إلاّ علَى أهْبة الأرْبعين
بأنّ هنا كلّ بيْت تشيّده رَاحتاه
سيسقط حتْمًا
علَى هذه الأرْض في كلّ أرْض
فمادام تنْقصه
ليْس تنقصه غير نافذة
من كتاب أجمل ما فيك لا يقبل الترجمة