عمر حمداوي - قراءة في شعر : مصطغى غانم

مصطغى غانم

ولست آخر....
الفقراء
صرخة الجوع
تنهش ضلوعي
وأنا بين الوجه المتخفي
تحت قناع الكبرياء
أحاول ألا تسيل
دموعى
فأحتاج الى شربه ماء
يصفعني الحلم
في رثاء
وأنا اتخذ جدار على درب الرصيف
ومعي بقايا من رغيف
لا يعنيني أن أتحسس
ضوء سماء
أو يبصرني وجه القمر
فى الاحداق
ولا يعنيني
الاشتياق...
حتى لا تسيل دموعي
وأحتاج...
لشربه ماء

يقال : أن تكتب شعرا معناه أن تكون دائما ضد الشر٠ وهذا الشرط يتوفر في نصوص الشاعر مصطفى غانم بشكل جلي وواضح وكأن الرجل شاعر سياسي بطريقة ما فرغم أن كل الدول العربية يمتلكون ثروات طائلة فمصير شعوبهم المسكينة والمغلوبة على أمرها لا يسر الناظر العادي فما بالك بشاعر إنها مناظر تدمي القلوب ٠٠٠وما كثر الإرهاب إلا بدافع الفقر لأنه هو الذي يغذيه ويدفعه الإنسان المهضومة حقوقه إلى الصراخ في الصحراء وفي الغبات كالوحش القاسي بلا أيّ رحمة فالحب الإنساني المجتمعي قد إمحى بسبب الفوارق الطبقية ـ والبصلية ـ ولم يترك له أثرا ذلك الزعيم أو الحاكم الذي سقط في جنون العظمة ولم يعد يبصر سوى نفسه وزبانيته فتجبر وتكبر بلا حدود وسلب ونهب أموال وخيرات البلاد دون أدنى إلتفاتة إلى إبناء الشعب الذين حط من كرامتهم بتجاهله و بصممه وعماه عن قضاياهم فدفع بهم إلى ردة الفعل سماها المحللون الربيع العربي وربما إقتبسوا هذا الإسم من دواوين شعرية وبالأخص من شعر الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي كان يحظ الكادحين على الإنتفاضة في وجه من يستغلهم ويستعبدهم بشتى الطرق وكان صوت الشاعر بوقا إعلانيا صداحا في كل الربوع منبها ومحذرا من مغبة نهج سلوك اللا إهتمام واللا إصلاح في جهاز العدل والإقتصاد وفي كل جوانب الحياة التي لها صلة مباشرة بالوطن والمواطن ولكن التغاضي عن هذه الحقيقة جلب الشر من كل حدب وصوب فغرق الجميع في بحر الفوضى والموت الأحمر هذا الوعي الإنتقامي من الظالم الذي أنتج المعانات ظل مشتعلا كالجذوة تحت الرماد في إنتظار الفرصة ليشتعل لهيبا عاليا في عنان السماء كما هو الآن٠٠٠ الكل يشتكي العذابات والدمار ووجع الآهات دون أن يوجد الحل الناجع لهذا الداء الدفين الذي يزيد إنتشارا ويتجاوز الحدود ويدك العروش بكل عنف وبكل قوة الشعر يسلط الأضواء قبل أن تنزلق الأمور نحو المنعرج الخطير ولكن من يفهم من يحس من ينصف من يتدارك الوضع قبل أن تكون الطامة الصغرى والكبرى ٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى