عمر الحمداوي - خيبة الدول

أيها السادة الأفاضل
( مبعث خوفكم من أنفسكم وليس من الآخر كما تزعمون)

من الأمور المحيرة للعقل أن توجد فئة من الكتاب العرب مدفوع لها تنزل بثقلها على الغرب وتتهمه في كل ما يحدث لها من تخلف وجهل وأمية وتكاسل وفقر في كل شؤون الحياة يكمن الغرب خلف الأجمة يخطط لها ويريد بها شرا دائما هذه الجهات تلقي باللائمة وبالعتاب على الغرب الكافر العلماني الذي يتربص بها الدوائر ويتربص بها الشر تلو الشر و كل الشرور آتية من جانبه وما الحروب الأهلية أو الإرهابية إلاو هو من وراءها الغرب ليس إلا الغرب ومنذ قديم الزمان وهذه الأسطوانة تدار والتهم تكال وتلقى جزافا وبالعودة إلى التاريخ ستجد أن من كان يلعب هذا الدور الشرير سابقا هم اليهود منذ الفتنة الكبرى من وقتها والتهم تلقى على عاتقهم وقد أضيف إليهم الغرب أما أن يكون صاحب الفتنة من لحمهم ودمهم وجلدهم فلا يصدق ..لا يمكن ..لا يعقل ..هو فقط مغرر به ومصاب بعملية غسل الدماغ أو مجبر مدفوع وهكذا فهم مع بعضهم البعض أعداء تاريخيا وفيهم ومنهم القتلة والمجرمون والجزارون ومنتهكوا الأعراض والحقوق ولكن لهم عذر أياد خارجية تدبر وترصد وتتأمر وتأمر وهم ينفذون نيابة عنهم نيابة عن الآخر الذي يفكر ويدرس وينجز مايريده على حساب سمعة الفاعل المباشر من المنتسب داخليا للأمة والوطن ولكن مع الأسف كل هذا الكلام أو الهراء أو الهذيان لا يصدق من أصله لأن الواقع يقول غير ذلك ولا يقبل الإدعاء والإفتراء من أجل تزيين الصورة وجعلها مبرأة تماما مما يحدث من سفك للدماء كأن العربي لا يرى لا يشهد على ما يقوم به العربي في حقه من الطغيان والدكتاتورية والقمع وسائر صنوف العذاب الشنيعة التي يلقاها على يد من يدعون الإنتماء إليه كذبا لا يستطيع أن يوقن أن يصدق الحقيقة ولا يقبل بها كشر يتجرعه من طرف عربي مثله أوأخوه في الدين مسلم يقتل مسلما بقلب بارد ويثخن فيه القتل ويشرده من جميع حقوقه وممتلكاته ويجوعه وينفيه من الأرض ورغم ذلك إن سمعت أصوات التنديد فإنها دونما تأثير ودونما تدقيق عميق في التحليل والتفسير الذي يقول الأشياء كما هي ويسميها بمسمياتها لذلك لا تكاد تنتهي فيما بينهم الحروب وما ينشق عنها من فرقة و تصدع و من مصائب وويلات ونكبات في صور و مظاهر غريبة وعجيبة إن درستها سوف لا تفهم ولا تأخذ العبرة منها والنتيجة الصادمة والمؤلمة أن الإنسان العربي ذاكرته مريضة وضعيفة ومترهلة و معتلة وغير قابلة للتوثيق المنطقي المعتبر فهو في هذه المسائل كمن يكتب على الماء أ و على الهواء كل شيئ يزول في طرفة عين ولا خلاص يرتجى أو يرتقب ومن ثم تدرك أن هذا المصير يكاد يكون مستحق لأنه لا يهدف إلى التغيير الحقيقي فهو نتيجة ما يقترف من أخطاء سياسية متكررة بنفس الطريقة ونفس الوتيرة التاريخ يكرر نفسه وينتعش بالجرائم والأخطاء هي هي متكررة دون ملل أو نفور إو إنقباض أو كره للموقف الذي ينحط فيه عدة مرات عقل متحجر أناني يكاد يكون نائما عقل مخدر يتناول ثقافة المخدرات المستعملة بشتى أنواعها كل الحروب مصدرها الإختلاف والعداوات على الكرسي والسلطة والجاه مصدرها تولي المنصب الرئاسة والسيادة والسياسة إختلافات تزهق من أجلها مئات الآلآف من الأرواح البريئة بل الملايين ولا أحد يبالي لا أحد ينحز او تحز في نفسه المأساة لا أحد يصحح المسار ويتجه نحو الهدف المعين لا احد يجبره ضميره على إتباع الحق ربما الأن الجشع والطمع والأخلاق الفاسدة والمتعفنة والمنحطة والسافلة والساقطة هي التي تتحكم في إرادة الذين يسيرون الشأن العام ونستطيع أن نطلق عليها كما قال المناضل أكرم ياور رمضان ( خيبة الدولة ) فهي دون شرعية ودون قوانين ودون ديموقراطية متفق عليها من الشعب الذي لم تتح له الفرصة الواقعية والحقيقية لاختيار الزعيم الصالح الذي يقود المرحلة عن تراض يتم من طرف الجميع إذن كيف تعالج الأمور والأوضاع وهي تبدو بهذا الشكل المظلم المزري و المنحط الذي يغمرها ويلفها بالكلية و من يتطلع إلى المستقبل و من يصنع الرأي الحازم واللازم في ظل ظروف غير قابلة للتفاهم مراحل من الشك والتعاسة تغرق فيها الأوطان ويهان فيها الإنسان العربي ولا يكرم ولا يعظم ولا يمجد ولا يحترم تعسفات الأنظمة قهرته وهمشته وأفقدته التوازن و الثقة في النفس وفي كل من حوله مآس كثيرة وكبيرة تعرض لها حتى لم يعد يطيق المزيد فقد تذمر من ماجرى له وفقد الثقة بالكامل لم يعد يقوى على التشبث بالأمل كل فكر يريد أن يسليه يعتبره خدعة وتضييع للوقت لانه ملتبس و في غير اوانه ولأنه لا يصدق نفسيا ما تراه عيناه من البغي والمنكر الذي وقع عليه فكانت صدماته فوق طاقة تحمله إن الراي الذي كونه هو البحث عن طريق للمغادرة الواعية إلى أقصى الأمكنة دون تردد فخلق الذرائع مرحلة مر منها وعرف تلوناتها السياسية المغلفة بالنفاق ومن جرب المجرب عقله مخرب وهو لن يلذغ من الجحر مرتين وقع على الحياد بل على اللائنتماء واكتفى بالتأمل من بعيد بعد آلام الخيبات نظرا لما عاينه وعاناه .




* فكرة طرحها للنقاش الشاعر والقاص والمناضل السياسي العراقي أكرم ياور رمضان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى