د. عبدالله عوبل منذوق - الانهيار

في تضاعيف هذا البيت المنهك
تختبئ مرايا منكسرة
تتسلل منها الفئران التي
تسجل لحظة الانهيار
الفئران التي هزت قواعد
السد، واسقطت من يدي القلم والمنجل
الجرس معلق حول رقبة الفأر
" تفرقت ايدي سبأ"
انا المتشرد الذي سرق
حجارة السد وعرش الملكة
وكنت خادما في صحن القليس
وانا العلقمي مرشد الفيلة
وسلة الخيانات والازدراء
تفرقت ايدي سبأ
شقت طريقا للثارات
شيدت من اجسادها قصورا
وانهارا من صديد الشعوذة
وحدها الحمام النائحة
خبأت في مناقيرها
الكتابة المحفورة على الاحجار
انا العلقمي جئت من مرابع "الابناء" والطرق المنثورة في
الصحراء سئمت تجارتي
لم اعد ذلك الرجل الذي
يلمع اقدام الفيلة
صار الجنزير يعرف طرق التهريب اكثر مني
انا المتشرد فوق راسي
صحن "تأكل منه الطير"
انا دائم التفكير في النقائض
مائدة الطعام وموسم التصحر
ظل شجرتنا المعمرة والنافذة الشرقية
الهوايات
المشايات
الكنبات
نزغ طفولي يثأر مني
طوائيس تفجر رأسي
والقطط تستولي على
اخر حبة باباي نمت
على عتبة بيتنا
يتمدد فرعا شجرتنا
كل في إتجاه
انا اجزم ان جذع الشجرة
واحد، تفرع عنه فرعان
وفي نفس الوقت ازعم
انهما جذعان تجاورا بالصدفة
لتتضح الرؤية
افكر ان احفر الارض
ذلك يعني سقوط الشجرة
وان سقطت سينهدم البيت
ان سقطت ليلا ستقتلني
في الصيف افكر في
فرعي الشجرة ايهما يظلل أكبر مساحة من البيت
وفي اي اتجاه يجب ان تتمدد الاغصان
البيت والشجرة ايلان للسقوط
والأرض من تحت اقدامي
"تتناقص من اطرافها"
شيلوك ينتظر ليسترد امواله
من لحمي

عبدالله عوبل
20/11/2020




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى