محمد عباس محمد عرابي - الفجر في ديوان"ساعة من ليل"للشاعر سامي أبو بدر "شاعر البيان"

يتناول هذا المقال الفجر في ديوان"ساعة من ليل"لشاعر البيان الشاعر سامي أبوبدر؛ فلقد بين أبو بدر أن الفجر مشرق بالأمل الواعد فهو يبعث في الأرض غيث السحائب في المرسلات ،و تحدث عن الإيمانبالفجرالمبين،وعن البشرى إقبال الفجر المؤنس بالأذان، وعن بزوغ فجر السمراء بمستقبلها المشرق،وفيما يلي ما قاله في ذلك :
الفجر يبعث في الأرض غيث السحائب :
يبين الشاعر أن الفجر يبعث في الأرض غيث السحائب في المرسلات فيقول في قصيدة (سأحيا أغني ):
لأني ...
أرى الفجرَ
يُشرقُ من جوف ليلٍ
يملُّ سُباتا عميقًا
ليرسم دربًا
تُشدُّ إليه خطا الأمنيات
ليبعث في الأرض
غيث السحائب في المرسلات
ويُسرج للخير
خيرَ الركائب والعاديات
سأحيا أغني .( )ِ
الإيمان بالفجر المبين :
تحدث الشاعر عن الإيمان بالفجر المبين؛ هذا الإيمان الذي يبدد الأحزان ويزيل الصعاب فيقول في قصيدة (ترانيم على هامش الصمت ):
الإيمان بالفجر المبين
فقلت :لا تحزن وهون من بكائك يا بني .
الفجر قد ثقلت به رحم الظلام
وراح ليلك يكتسي منه
ترانيم الرحيل
وغاب في صخب الزحام
نعيب سجاني الشقي
والشوق يستبق الحنين
وينهب الأرض اعتذارًا
نحو وجه الصبح يلتاث الأماني
عند أحلام الصبي.( )ِ
البشرى بإقبال الفجر المؤنس بالأذان :
زف الشاعر البشرى بإقبال الفجر المؤنس بالأذان التي تهدئ الروع فيقول في قصيدةبعنوان " ساعة من ليل ":
دع عنك المخاوف إنها
لا تصحبن مرتلَ القرآن
وامنح فؤادك ما يهدئ روعه
والجأ لربٍ واهبٍ منان
إن كنت قد أيقنت أن عطاءه ُ
للمرء مقدروٌ على الميزانِ
فلتطمئن لحُكمه واخضع لهُ
فالناس عند قضائه صنفان
فينال من يرضى الثوابَ وحسنهُ،
ويبوء من لم يرض بالخسران.
فرضيت غير معقب لحديثه
وعلمت أن الفوز في إذعاني
إذ بالقيود الأسرات تكسرت
وسرى شعور الحر في وجداني
وتزحزح الليل الكئيب وأقبلت
نسمات فجر مؤنس بأذان ( )ِ
بزوغ فجر السمراء بمستقبلها المشرق :
تحدث أبو بدر أنبزوغ فجر السمراء الغالية مصر ستتغلب على كل التحديات فمستقبلها مشرق والكل في شوق إليها،حيث يقول في قصيدة "شروق " :
ستشرق شمسهامن غير شك ٍ
ليعرى كل بهتان وإفك
تراءى الفجر يبزغ من بعيدٍ
يشد رحاله شوقًا إليك
ليرحل عنك يا سمراء ليلٌ
بما غشاك من قهرٍ وضنكِ
وإن عانيت ِ ما اختلست يداهُ
كفانا ما تبقى في يديك
ولا يحزنك إذ ضاقت ليوم ٍ
فما الدنيا سوى أخذ ٍ وتركٍ .( )ِ
لقد رمز أبو بدر في حديثه عن الفجر بكل ماهو طيب ومحمود؛ فالفجر رمز الأمل والتفاؤل وزوال المحن ،والتغلب على الصعوبات والمعوقات ،وقد أظهر أبو بدر في حديثه عن الفجر في صورة فنيه أظهرت المعاني بأسلوب سهل بسيط ألفاظه جزلة قربت المعاني للأذهان بصورة محسوسة ؛فالفجرُ يُشرقُ من جوف ليلٍ،والأمنيات لها خطا، والفجر قد ثقلت به رحم الظلام ،وراح ليلك يكتسي منه ترانيم الرحيل ،وها هونعيب السجان الشقي يغيب في صخب الزحام ،وها هو الشوق يستبق الحنين ،وينهب الأرض اعتذارًانحو وجه الصبح يلتاث الأماني صور بيانية متتالية ،وهي ميزة تميز الشاعر القدير سامي أبو بدر حيث لا يكاد بيت شعر في قصائد جميع دواوينه الشعرية فكان جديرً بأن نلقبه شاعر البيان


المراجع :
سامي أبوبدر: "ساعةمنليل"،ط2،القاهرة ،كتاب طيوف ،مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع ،2018م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى