د. محمد العدوي - جذور اللهجات العامية المصرية 2 / العمران في وسط الدلتا

2 / العمران في وسط الدلتا

ارتبطت اللهجات العامية في وسط الدلتا بالقبائل العربية التي استوطنت المنطقة تباعا بعد الفتح الإسلامي حيث يمكن ملاحظة ذلك من تطور حركة العمران إذ كانت المنطقة آنذالك تحوي 36 قرية طبقا للإحصاءات الضريبية الرومانية وكانت مقسمة جغرافيا إلى أربع أجزاء تبعا لفروع النيل ..
في الشرق دمسيس (زفتى وسمنود حاليا) وأطلق عليه العرب جزيرة قويسنا وفي الغرب طوه (كفر الزيات وبسيون حاليا) وأطلقوا عليه جزيرة بني نصر ، أما المتبقي في المنتصف فأطلقوا عليه السخاوية في الشمال (المحلة وقطور حاليا) والطنتدائية في الجنوب (طنطا والسنطة حاليا) ..
وخلال القرون الخمسة الأولى أنشأت القبائل العربية عدد 76 قرية جديدة تماما ذات أسماء عربية مثل الرجبية والقرشية والجعفرية والدواخلية والعامرية والناصرية ومحلة حسن ومحلة أبو علي ومحلة القصب ومحلة زياد وذلك خلاف القرى القديمة مثل زفيته وسمنود وطندتا وبرما وبنوفر وصا وبهبيت وبنا ..
أما في القرون الخمسة التالية فقد اكتفى المماليك بإنشاء 14 قرية فقط بسبب العداوات المستمرة بين المماليك والعرب واكتفى العثمانيون ببناء 6 قرى فقط لكنهم تركوا للعرب إدارة الريف ليتوازن مع إدارة المماليك للمدن .. وفي عهد أسرة محمد علي نشأت 85 قرية من توطين بقية العرب بالقوة والإغراءات ..
ومن أهم القبائل التي توطنت المنطقة مبكرا كنانة وعدي (وهما من مضر) في الشمال وعذرة القضاعية في جزيرة قويسنا وبني نصر وفزارة القيسية في الغرب وبني سليم القيسية ولواتة المغاربية في المنطقة الجنوبية بينما تركزت قبيلة طيء في الوسط وكانت لها الأكثرية والزعامة في نهاية العصر المملوكي ..
وإلى جوار هذه القبائل تناثرت عشائر تنتمي إلى عرب الشمال وهم لخم وجذام والأزد وقضاعة وتنوخ على هيئة موجات متتابعة ثم لحقتها القبائل القادمة من الأندلس والمغرب في العصر العثماني ثم في النهاية جاءت عشائر عرب النفيعات من الشرقة وجاءت عشائر زناتة ومزاتة المغاربية من البحيرة ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى