حميد العنبر الخويلدي - قراءة في نص ضجيج الأسئلة نص القاص اياد خضير

الاديب والكاتب العراقي المعروف ، اياد خضير على اريكة من المحبة الاعتبارية
ومن خلال بعده الاخر ، في البعد النصي ،،


ضجيج الأسئلة
اياد خضير
ثمة سؤال يدور في مخيلتي لماذا يتخلل الحلم اليقظه ؟ وما هذا التزاوج والانفصال عن بعضهما البعض، بين الفينة والأخرى ؟ وانا أسير في خضم زحمة الناس في شوارع اكتظت بالباعة المتجولين وأصوات السيارات والمتروات ، شاهدت احدهم كانت تربطنا معا اخوة بيت واحد فهو اخي من ابي تجاهلته ولا ارغب ان اشاهده.. قلق وحشي يداهمني لا أستطيع الخلاص منه ، لكن بعد فترة وجيزة وانا غارق في حلم قام بمناداتي وعانقني بقيت في اليقظه أراقب ماذا يجري لو عدت للحلم والقلق مسيطر عليْ وسرعان ما نظرت إلى جانبي لأجد وعاء فية كمية من الجمر وثمة راس بشري احترق الى النصف وضاعت ملامحه تناولت ملقطاً ورفعت الرأس ووضعته جانب الوعاء فتذكرت بأنني قبل ذلك قد رأيت أمرأة وتحاشيت الكلام معها وحاولت الهروب لانها تعرفني ، بقيت ابحث عنها في زحمة الامكنة وانا نادم لماذا لم أكلمها ربما كانت بحاجة ماسة لي بقيت بين الحلم واليقظة اعتليت الطابق العلوي للباخرة التي تمخر عباب البحر المهيب وكان الجو بارداً جداً ونثيث المطر يبلل ملابسي اعتليت سطح الباخرة لانني حاولت الهروب من المناظر التي لم اعتاد عليها في حياتي اليومية معتزاً بشرقيتي ربما ؟ اشاهد البعض كما القطط في الشوارع وهي تتضاجع غير مبالية بالاشخاص المارة سواء نظروا ام لا ! هذا لايعنيها بقدر الحرية المقيتة التي يمارسونها الانسان والحيوان معاً ، ازداد المطر ولابد من النزول من الأعلى لكنني صرخت أيها البحر انا لا اعرف العوم لم أمارس السباحة في حياتي يوما ، فهل تقبلني ضيفاً عندك ، شعر البحر بقلقي وارتباكي ، دوي صوت الباخرة بالوصول افقت من الحلم وقد أعلن الصوت بعدم رغبة البحر ان يستضيفني ربما في المرة القادمة تحصل الموافقة .

غياب المتلقي في مكانه ،،.
دليل حضوره في النصي
===================
باهر ان ترى نفسَكَ انسرقتَ اي غبتَ وانت موجودٌ كلك ، انسرقت من لحظة واقعيتك الى واقعية اخرى لاتعرف كنهها ولا تملك او تضبط موعداً معها ، غير انها خاطرتك بالفيس على موعد من مواعيد السيد مارك الجميلة او قد تكون مع مجلة وكتاب موسوم او لوحة ،
و مع علمنا ، اننا معشر لانؤمن بالصدفة ولسنا من جمهورها ابدا ، انما نحن من جمهور المكاشفة الوجودية مادمنا محسوبين صوراً ورموزاً على واجهات الوجود الراهن في العرض القائم وضمن حدود مستويات بلوغنا فلكل عنصر خلق موجود في الكون مستوى بلوغ غائص به او متلبّسين معاً ، ونحن كذلك فيها
فلقد كاشفنا مقال وقصة الكاتب أياد خضير ( ضجيج الاسئلة ) ونحن في غمرة تصفح اوراق الهواء والنور على اطباق مارك الطائرة المستنيرة،
فتتبعنا معها ، المسار والمصار في بُنْيتها التكوينية وحركة ابطالها ومشاهدات المعنى والجمال. ، فقد يكون تَتَبّعُنا ذلك للمتعة، او قد كنا نعاني في تلك اللحظة من ضجر احدثه سياسي عميل ، او سياسي وطني ولكنه ضعيف يحرق القلب ويجزّعه لايقدر تغيير شي،
او قد سيطرت عليك رَبْكةُ تطرّف لقبيلة كبيرة عظيمة الغطرسة ، سمعت شيخها يهدر بالمقهى ونحن جالسون ، وحين سمعتُ هدرَه المدوّي والملحمي ،تذكرت ( سيدنا
العباس ابا فاضل ) يوم صورت لنا التواريخ والحمد لله في الطف بلا تشابه ولكنه التماثل في الذاكرة واقتران بافلوف،، فبكيتُ ولكن غممتُ وجهي وقلتُ مع نفسي
عندنا مثل هذا آلافٌ من الامراء والشيوخ
والعراق كل خمسين عاماً تحتله امم اجلاف ، ياويلي ياآياد خضير يااخي ، خلقنا اللهُ للضيم والمشاهدة اعني المبدعين ، فهم خزنة اسرار تاريخ الاوطان ، متى ترعوي هذي الناس على اوطانها ، فتأخذها الحمية كالفيتناميين مثلاً اذ ركّعوا من اراد تركيعهم ، وانتجوا تاريخاً فذاً لمع به ( العقيد جياب والبطل هوشي منه وآخرون)، وكالافغان الصيد الفرسان ولمرات ركعت عند اقدامهم امبراطوريات العصر ،
لماذا نحن هكذا نخنع للمحتل. وننقسم ونختلف اين السرّ اين العلة لابد من بحث هذا من قبل فلاسفة ضليعين ومفكّرين جهابذ ونقاد بحجم جيوش حتما، كثر، واحداث انقلاب وتنقية وترشيح تراب الواقع التاريخي وغسله وخاصة ماديته ، وتغيير معالمه الى مايتسق مع المعنى الاعتباري للامة واعادة مجرى البطولة الذي سملت عيونه من قبل عصابات التاريخ وسرّاقه والى الان ،
مَنْ احدث هذا بنا ، مَن فعله ،،،؟ الف ومئة وخمسون سنةً نحن محتلون ، اما درينا ، رحم الله الزعيم قاسم شمّمَنا بوقته الحريةَ ، لكن لم تدم
جاءت امريكا ،،،ياويلنا يااخي دعني اتمتم ، ولاتنهرْ فيٍّ شجني ، اسرق اخاك اسرقْه ،،نعم
سرقني اياد بنصه ،، ضجيج الاسئلة ،، اي اسئلة هذي ياأياد ، هل اسئلتك وضجيجها اعقد مما اعرض عليك من اسئلة ، اننا منهوبون مسلوبون عنوةً ، وهنا لابد ان نقف لنتمحّص ونتفحّص كيف يغيب المبدع ولو في التلقّي وهو حاضر وموجود ماسك بالنص ،
كيف سُرِق وتغيّب انساني او نفسي وكياني وانا الصلب المادي ، العضلي الذي اذبح عشرات على طريقة دون كيشوت يومياً ،
وعلى طريقة الشيخ اعلاه من اعمامي في المقهى الجنوبي من العراق ،
فهل من حقي اسال ثانيةً واكرر،،،؟ كيف انسرقت غبتُ، ،،؟ نعم انه بفعل ناموس نسميه (هدم الكتلة البنّاء )وبفعل حُمّى فيزياوجودية نسميها ( حمّى التصيّر ) وهذان مصطلحان اعتباريان حيازة للمكاشفة مشقوقان من حجارتها ،
فالهدم فعل واقعي نحدثه ويحدثه الوقت كل لحظةٍ ، في مختلف المناحي والشؤون، انما نسحبه من الواقع ونمتثل به كمعادلة معرفية تخدم هذا الفعل ،
هنا اسرار معرفة ، ابلغ واجدر النواميس لو استطاع المبدع جرّها من جيوب الطبيعة ووظّفها توظيفاً باهراً يحسب ، نعم لخدمنا بها موازين الجمال ونشرنا البهاء ،
واول البدء وفي هذا المخاض ، ان صادفنا ( أياد القاص )بنصه وكان قد جمعتنا معه ، دائرة اللاموعد طبعاً وهي مناخ المكاشفات اي في اللاادرية الممكنة ، او دائرة هدم النص التي يملكها في المقاربة الباطنية في المبنى القصصي ، طغت منه علينا كآذيّ دجلة
زحفت على جدراني فارت بجواري ارتخيت لها انتقلتُ صرت منها
وماادراني اين صرت ، رب نسيان طرقني ولم اشترِ بضاعة مامكتوب من وصايا البيت، في قصقوصة ورقية، وضعوها في جيبي ،فلابد ان ارجع ان لم اجلب ، والا اين استقر اني مجبر وتعلمت على تكرار هذا اللوك والاجترار ، آتي صبحاً للسوق احيي البيتنجان الزنجي والقصاب واللحمة وارجع للاوامر الرخوة وانا مطيع ، نعم نجيد التحولات على المباشر ، فمن نمر شرس كنت ، والله حتى عرفت طول مخالبي وانيابي في يوم ما الى نعجة اثغي ، تلمست صوفي الابيض على طريق الكوت
مرّةً ، حدث هذا بالمباشر انقله صورةًوصوتاً ، ولااخفي ، او استحي ، نعم انه صوت السنتورين والمارينز والصواريخ وبغداد تحترق ،
اين واين واين ،،،،؟ ولا احد يهشُّ او ينشُّ ولو بذيله يطرد البق
ايها الشيخ الغالي يامن هدرتَ وبقرتَ وصِلْتَ وجِلْتَ ولكن بحدود المقهى والحدث ومكانيته العفنة،،،
نعم انه الهدم السلبي وعلى حساب تشتتي وتفكيكي ، فمن يقدر جمع شتاتنا ابداً وتركيبها مَن ،،،؟
اتذكر تهت مع انسجة الوهمي و التخيّلي
عشت رؤيا الكاتب المعهود ، وانفعلت معه هنا سررتُ وهنا انتكستُ وهناك جلب انتباهي -انا المتلقي الحالُّ حلولا في النص ولا اخرج منه الا بجواز منه ، النص مَحْبَس لذي عشق متلقٍ -
زغردات نورس على وجه البحر ،
البحر المرسوم البحر الذي استدعاه التعبير والذات المتعالي ، لصنع واقع بديل ، نعوّض به الرثَّ الذي نعاني والكمي الضعيف والذي طغى ، بنوعي يستجلبه الفن والذات السامية ،
مَسَكني عاملُ المقهى ، وبعد ان استوفيت حالي مع ( ضجيج الاسئلة ) القهوة بردت استاذ ، فانا من زمن وضعتها امامك ، اين شردتَ ،،،؟
قلتُ كذلك بردت حجارتي اعذرني ، اذن جاء جوازي فكّتْني حُمّى التلقّي الباهرة ، المسحوبة من حُمّى النص
كل هذا دليل نجاح الكاتب ، والمسحوب اكيد من نجاح النص ذاته ،

ا٠حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى