د. رعد السّيفي - في رحيل عبد الحسين الغرّاوي

وحيداً كما كنت دوما تسافر ياصاحبي،في حقيبتك الصغيرة زاد المُقلِّ،وأنت تقطع شوارع الدنيا في بصرتنا منذ عقود،أو في دمشق التي التقينا على يديها صيف 2011...كان آخر عهدي بكَ بين طرقات جرمانا والسيّدة زينب ...وتفرقت أيّامنا أيدي سبأ !فجيعتي بكَ نهار اليوم كبيرة ياصديقي،فلازال في العالم كثير من الورقِ الأبيض كي تدون عليه أوجاعك،وحبّك الآخر،وأزهارك الجنوبية ..أيها الطيّب حدّ الوجع !وحيداً تسافر كقمرك الذي هجر السماء ؛متحدا بهذا السديم البعيد ،تاركا غصّة في الروح،وأنت تلتحق بقافلة النّوارس البصريّة التي سبقتك إلى هناك...عبد الحسين الغرّاوي وداعاً صديقي ،وأنت تغفو بعيداً عن أزقة الجمهورية،والبصرة القديمة،والشناشيل ونهرالعشار،وشط العرب، وليل شقّتك العشّارية الذي ضمّنا مرارا صحبة أصدقاء الإبداعِ والكلمة.نبوءتك...وحيدا تسافر كما عشت دوما...لابيت تأوي إليهِ سوى هذهِ العزلة المطلقة،لا امرأة سوى ملامح نساء غريبات كنّ قد مررن بأيامك ،فأثّثن روحك بهذا الغناء الحزين،وداعا أيها المضيئ في مواسم الرحيل.
2021/ 4/12 ـ. هيوستن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى