د. محمد العدوي - جذور اللهجات العامية المصرية / 45 سر النداء " يا عدوي "

في حارة درب الكحكيين بين الازهر والغورية يرقد في ضريحه ولي الله تعالى ابو البركات شيخ الاسلام احمد الدردير العدوي صاحب النداء الشهير لدى العوام في العصر العثماني " يا عدوي " .. ولم يكن هذا النداء من باب الاستغاثة بالاولياء كما عهد عند الناس وانما كان صرخة حقيقية للاستنجاد بالشيخ ضد ظلم العثمانيين والمماليك حيث عرف الرجل بقوة الشكيمة والجهر بالحق ..
وذكر الجبرتي العديد من المواقف التي قام فيها الشيخ بقيادة عوام الناس وطلبة الازهر لمواجهة ظلم الوالي العثماني وبكوات المماليك .. منها مواجهته للوالي مرتين في الازهر وفي قصره ومنها قيامه باقتحام القلعة احتجاجا على فرض السخرة على الناس في اعمال البناء ومنها اضراب عام لتحرير بعض المجاورين الذين سجنهم المماليك لخلاف بينهم على الاوقاف ..
وبلغت ذروة ذلك في عام ١٢٠٠ هجرية عندما هاجم اتباع مراد بك حي الحسينية ونهبوا بيوت الناس فضجوا بالشكوى واستنجدوا بالشيخ .. وتعالت اصوات النداء " يا عدوي " من فوق ماذن الجامع الازهر حيث عطلت الدراسة واغلقت الابواب واقيمت المتاريس وقرعت الطبول واعلن الشيخ انه سوف يهاجم بيوت المماليك كما يفعلون مع الناس فخافوا وذهبوا للشيخ واعادوا ما نهبوه ..
ولد الشيخ احمد بن محمد بن ابي حامد الدردير العدوي عام ١٧١٥ بقرية بني عدي مركز منفلوط .. وتتلمذ علي يد الشيخ علي الصعيدي العدوي وخلفه في مشيخة رواق الصعايدة بالازهر وفي امامة المذهب المالكي .. وتوفي عام ١٧٨٦ ودفن في مسجده وبجواره تلميذه وخليفته في مشيخة الطريقة الخلوتية الشيخ صالح السباعي العدوي .. رحمه الله واجزل له المثوبة ..


#جذور_اللهجات_العامية_المصرية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى