عماد الدين التونسي - سِفْرُ حَرْفِ الْخُلُودِ

سَأَزْرَعُ حُبًًا بِكُلِّ اِتِّجَاهٍ
لِيَسْمُوَ حَرْفِي بِرَغْمِ الْجِرَاحْ

وَ أَبْقَى عَنِيدًا وَ عَالِي الْجَبِينِ
كَمِثْلِ الْجِبَالِ وَ لَنْ أُسْتَبَاحْ

بِأَرْضِي سَأَرْسُمُ فَجْرًا جَدِيدُا
كَنُورٍ يُشِّعُ لِعَيْنِ الصَّبَاحْ

وَ أَرْفَعَ رَايَاتِ أَجْدَادِنَا
لِتَبْقَى تُرَفْرِفُ عَالِي الْجَنَاحْ

تُلَوِّحُ بِالْعِشْقِ ِللثَّائِرِينَ
ثَبَاتًا يَدُومُ بِطعْمِ الْكِفَاحْ

لِدَحْضِ فَسَادٍ يَعُمُّ الْبِلاِدَ
وَ ضَيَّعَ كُلَّ أُمْنِيَاتِ الْمِلَاحْ

وَ عَاثَ اِجْتِيَاحًا بِظُلْمِ الْعِبَادِ
وَ أَغْلَقَ جُلَّ نَوَايَا الصَّرَاحْ

وَ لَكِنَّ تُونِسَ لَنْ تَسْتَكِينَ
تَظَلُّ تُصَارِعُ هَوْلَ الرِّيَاحْ

بِجُهْدٍ سَدِيدٍ وَ صَبْرٍ عَنِيدْ
تًشُقُّ الْعُبَابَ لِدَحْضِ الْكِلاَحْ

فَزَيْتُونُهَا لَمْ يَزَلْ يَانِعًا
يُحَاكِي النَّخِيلَ شُمُوخَ الرِّمَاحْ

يُأَصِّلُ ظِلَّ اِمْتِدَادٍ قَدِيمِ
وَ يَكْتُبَ سِفْرًا عَظِيمَ الْكِفَاحْ

بِأَنَّ الْوُجُودَ سِرَاطُ حَيَاةٍ
وَ أَنَّ الْمَصِيرَ بِأَيْدِ السِّلاَحْ

وَ يُزْهِرُ عُمْرُ رَبِيعِ الْخلُودِ
كَطِفْلٍ يُغَنِّي رُؤًى وَ اِنْشِرَاحْ

عماد الدين التونسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى