طارق حرب - (الماجينه) الانشوده الرمضانيه التراثيه المفضله لدى أطفال بغداد منذ قرون سادت ثم بادت منذ منتصف القرن العشرين

تقول هذه الانشوده التي كان يرددها أطفال بغداد منذ عقود في شهر رمضان المبارك وعادة ما يكون تردديها ليلاً :-
ماجينا يا ما جينا حل الچيس وإنطينا
حل الچيس للطالب وإنطي للي راغب
جينالك ترى إنطالب وافلح للطالب نعينه
يهل السطوح تنطونه لو نروح
تنطونا لو ننطيكم لبيت مكه إنوديكم
رب العالي يخليكم تنطونا كلما جينه
يهل السطوح تنطونا لو نروح
لا تحاول تسد الباب تعرفنه إحنه أصحاب
خلينه إلك أحباب والصحبه صارت زينه
يهل السطوح تنطونه لو ننروح
سهرانين مشغولين إبجمع الماجينه رايدين
خلونه احنه مكيفين بالماجينه امونسينه
يهل السطوح تنطونه لو نروح
هذه الانشوده الرمضانيه التراثيه كانت تردد من أطفال المحلات البغداديه وتسمى انشودة( الماجينه) أو انشودة( يا أهل السطوح تنطونا لو انروح) فإذا حل شهر رمضان المبارك يخرج صبيان المحلات البغداديه فهي انشودة يرددها من لا يزيد أعمارهم على البلوغ أي دون الثامنه عشرة من العمر ولا يرددها من تجاوز هذا العمر ويكون وقت تردديها من الاطفال مساءً وليلاً فقط بعد الفطور فهي لا توءدى في النهار قط وتوءدى من جماعات من الاطفال لا يقل عددهم عن الثلاثه على أقل تقدير ويصل العدد أحياناً الى أكثر من عشرة أطفال ويكون الاطفال على شكل فريق وتحتمل المحله البغداديه أكثر من فريق أحياناً وعادة ما يرتدي الاطفال عن الدوران على بيوت المحله الملابس الجديده وترى البيوت تتحضر لأستقبالهم لأن صوتهم يصل الى مسافه حيث ينتبه أصحاب البيوت بقرب وصول فريق( الماجينا) اليهم لذا غالباً ما يتهيئون بحيث الحلوى والنقود أو أي شيء نفيس التي ستقدم للفريق الاطفال وهكذا تكون جولة فريق الاطفال قد تستغرق ساعات وهم بنتقلون من باب دار الى باب دار آخر حتى يكملوا الدور بحيث يصلون الى الدار التي بدأت جولتهم منه وتكون جولتهم قد جلبت لهم الكثير من الحلوى والنقود والعجيب ان الاطفال من هذه الفرق الجواله لا يكون طلبهم بسبب الفقر أو ضيق ذات اليد وانما يشترك في الفريق حتى ابناء أثرياء المحله من تجار وموظفين كبار والاخرين حيث يتم توزيع ما حصل عليه الفريق بالتساوي بين أعضاء بصرف النظر عن المستوى المادي لأهل الطفل. وبما ان جولة فريق الماجينا أما أن تنهي بالحصول على مال او حلويات أو عدم الحصول عل ذلك فان فريق الماجينا عندما يحصلون يردد الفريق:-
الله يخلي راعي البيت ---- آمين
وبجاه الله واسماعيل ---آمين
تعبيراً عن شكرهم وامتنانهم على الهديه الممنوحه لهم.
أما اذا لم يعطهم صاحب البيت شيئاً وأحياناً تكون الطرده مصحوبه بقيام أهل البيت برش الماء عليهم خاصة اذا كان الفصل صيفاً والنوم على السطح وهنا يردد الاطفال:
ذبوا علينا المي يا بيت الفگر
أي ان أهل البيت رشوا الماء عليهم ويصفوهم ببيت الفقر
أما الانشوده فتقول:
ماجينه يا ماجينه حل الكيس واعطنا
حل الكيس للطالب واعطي للراغب
جئنا إليك ونحن نطالب
وفلح من أعان الطالب
يا أصحاب السطح هل تعطونا ام نذهب
أتعطونا أم نعطيكم مصحوب بدعاء لأهل البيت ان الرب العالي سيفظهم وان الفريق يدعوا لهم بالذهاب الى مكه وان الفريق سيتكفل بأرسالهم كونكم تعطونا كلما نأتي
ويكرر الفريق مناداته لاهل البيت في السطح ان يعطوهم أو يرفضون ام يذهبون
ويعود الفريق بالطلب من أهل البيت بعدم غلق الباب كون الفريق هم أصحاب وعليه أن يجعلهم أصحاب له وان هذه الصحبه أصبحت زينه ويعود الفريق وينادي أهل البيت بعبارة يا أهل السطوح أنعطون أم نروح والمقطع الاخير من الاغنيه يوضحون حالهم لأهل البيت بانهم سهرانين ومشغولين بجمع ما يقدم وانهم يدورون عليكم أن تجعلونا بفرحنا وسعادتنا بالماجينه مسرورين ويختمون الانشوده بما تقدم من لازمه وعي:
يا أهل السطح أتعطونا أم نروح
انشوده لطالما أديناها ونحن صغار في قريتنا على الرغم من ان قريتنا خارج كانت خارج بغداد تأسياً بالاطفال من أهل بغداد ونحن نرتدي أفضل ما عندما من ثياب وعادة ما تكون( الماجينه) شديده وقويه وكثيره وخاصة أول شهر رمضان لكنها تخفت بعد ذلك وتعود وتزداد في اليومين السابقه لعيد الاضحى المبارك وكان بعض الاطفال يشكلون فريق للماجبنه أيام العيد أحياناً ليالي بغداديه سادت ثم بادت واصبحت تراثيه حتى وسائل الاعلام نستها.

طارق حرب خبير قانوني ومحام


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى