لأن قلوبنا تصرخ
بالأحاديث التي ابتلعناها
دعنا نصمت زمنا طويلا
حتى ننسى
كيف هو شكل الكلام
نتوه عن بعضنا
حتى ننسى ملامح اللقاء
نفترق ونسكب خلفنا
هذا الرماد العالق في صدورنا
ولنجعل أعمدة الدُّخان علامةً ودليلا..
ربما سنلتقي في كهف
نجلس حينها
مع بني جنسنا
ونحن نشتعل
لعلّ أحدهم يقتبس منا
فكرة النار
كما اقتبسوا من شفاهنا
نكهة التوت
سيحاول كل واحد منهم
أن يواري سوءته
فيما نحن سنرسل القُبَل بأعيننا
أعيننا التي ينبع منها الدفء..
سيرسم أحدهم على الجدران
ثورا... بقرة.. أو ماموثا
سيحاول أن يشرح لأهل الكهف
كيف سيصطاده غدا
فيما أفكر أنا
كم سيبدو جلد البقرة المرقشة
جميلا على جسدي
وتفكر أنت
في مقايضة حصتك من اللحم
بقرون الثور
وندعو الله في سرّنا
أن يبتعد الماموث
عن هذا المشهد!
غدا
سنلتقي
نصطاد..
يأكل شعبنا الطفران
ونرتدي نحن القرون
والجلود المرقّشة
سنشعل لهم النار
ونرقص حولها
ستُحاكي رقصتنا
الصور على الجدران
كل شيء في الكهف
سيصرُخُ.. سيتكلم
سيقول ما سكتنا عنه
منذ آلاف السنين..
سننقرض..
كما البقر الوحشي والثيران
سيبقى الماموث
وحده في المشهد
يروي للسّوّاح
كيف عشنا
وكيف انقرضنا
وكيف التقينا
وألسنة النيران في أعيننا
وكيف اصطلحنا على لغة
نتحايل بها على صائد الطرائد
لما تحرّكت ذيول الحيوان فينا!
ربما.. ربما سينسى الماموث
كل المشاهد
لكنه لن ينسى أبدا
كيف حذفناه
بشهواتنا الحيوانية
من مشاهد الصيادين..
كيف أعطيناه عمرا إضافيا
ومشاهد ثانويّة
لكي يروي للقادمين
أننا كنا هنا..
نُلفِّقُ الأساطير
ونشتعل بالكلام
الذي سكتنا عنه
عمرا طويلا...
نوفمبر 2021
من ديوان لُغةٌ على جناح فراشة
مروة آدم حسن
بالأحاديث التي ابتلعناها
دعنا نصمت زمنا طويلا
حتى ننسى
كيف هو شكل الكلام
نتوه عن بعضنا
حتى ننسى ملامح اللقاء
نفترق ونسكب خلفنا
هذا الرماد العالق في صدورنا
ولنجعل أعمدة الدُّخان علامةً ودليلا..
ربما سنلتقي في كهف
نجلس حينها
مع بني جنسنا
ونحن نشتعل
لعلّ أحدهم يقتبس منا
فكرة النار
كما اقتبسوا من شفاهنا
نكهة التوت
سيحاول كل واحد منهم
أن يواري سوءته
فيما نحن سنرسل القُبَل بأعيننا
أعيننا التي ينبع منها الدفء..
سيرسم أحدهم على الجدران
ثورا... بقرة.. أو ماموثا
سيحاول أن يشرح لأهل الكهف
كيف سيصطاده غدا
فيما أفكر أنا
كم سيبدو جلد البقرة المرقشة
جميلا على جسدي
وتفكر أنت
في مقايضة حصتك من اللحم
بقرون الثور
وندعو الله في سرّنا
أن يبتعد الماموث
عن هذا المشهد!
غدا
سنلتقي
نصطاد..
يأكل شعبنا الطفران
ونرتدي نحن القرون
والجلود المرقّشة
سنشعل لهم النار
ونرقص حولها
ستُحاكي رقصتنا
الصور على الجدران
كل شيء في الكهف
سيصرُخُ.. سيتكلم
سيقول ما سكتنا عنه
منذ آلاف السنين..
سننقرض..
كما البقر الوحشي والثيران
سيبقى الماموث
وحده في المشهد
يروي للسّوّاح
كيف عشنا
وكيف انقرضنا
وكيف التقينا
وألسنة النيران في أعيننا
وكيف اصطلحنا على لغة
نتحايل بها على صائد الطرائد
لما تحرّكت ذيول الحيوان فينا!
ربما.. ربما سينسى الماموث
كل المشاهد
لكنه لن ينسى أبدا
كيف حذفناه
بشهواتنا الحيوانية
من مشاهد الصيادين..
كيف أعطيناه عمرا إضافيا
ومشاهد ثانويّة
لكي يروي للقادمين
أننا كنا هنا..
نُلفِّقُ الأساطير
ونشتعل بالكلام
الذي سكتنا عنه
عمرا طويلا...
نوفمبر 2021
من ديوان لُغةٌ على جناح فراشة
مروة آدم حسن