علي المصري - زنزانة الفكر.. نص مسرحي

مسرحية زنزانة الفكر
تأليف / عبد العزيز السفياني

سينوغرافيا وحوار/ علي صالح المصري




CdcJO91W4AESAeN

















الديكور

عباره عن جدران بيضاء عليها بعض الكتابات بالخط العريض المتعرج كانها كتابات باليد

(ذكريات هابيل )

ورسمة وجه رجل فمه تم رقعه بشريط بلاستيكي .

وفي امام المسرح مجسم كبير من الفلين او الجبس لجذع رجل على راسه سلسله حديده اغلقت بقفل حديدي يتوسط جبهته

.......................................


]
الاثاث

في الجانب الايمن كنبه وطاولة و تتدلى من فوقها عدد من الحبال المترهله .

وفي الجانب الايسر مرجيحه مثبته الى عمودين حديديه و الى جوارها سرير وثير

وعند الجدار المقابل للصاله رسمة باب باعلاه شباك حديدي

وعلى سقف المسرح شبكة من الحبال المترابطة كانها مربعات تقترب من راس كل من يقف تحتها فوق هذه الحلبة من الحبال عدد من الصخور الضخمة

تتدلى من هذه الشبكة بعض الحبال قلل من الفخار بها الطعام والماء



الاشخاص

هابيل

قابيل

الشيخ العجوز

الطفل

الشاب صاحب الصوت الغنائي

و الشاعر


السجان

مساعد السجان

3 اشخاص كمبارس


المشهد الاول

يظهر عدد من الاشخاص من مختلف الفئات العمريه شباب وشيوخ واطفال و نساء من بينهم الشيخ والطفل

جميعهم يدورون في المسرح بحركة بطيئه جدا

يمشون على ايديهم وارجلهم معا في خطوات بطيئة

يأخذون الطعام من تلك القلل الفخارية المعلقة الى الحبال المشدوده الى سقف المسرح ويواصلون حركتهم البطيئه

يتوقفون بجوار جثمان رجل جالس على كرسي يقبلون يده المجبسة

ويكون رابعهم الرجل العجوز وخامسهم الشاب الصغير

يمشي الرجل العجوز ويمشي خلفه الشاب بحركة بطيئه يقلد جده



الشاب يقول مستغربا من هذه الحركه

الشاب /

جدي ..جدي . لماذا نمشي هكذا في دائرة مغلقة

الرجل العجوز يلتفت اليه ويقول /

الرجل العجوز /

ـــ هكذا هو نظام حياتنا يجب ان تعتاد عليه .

يمشي الرجل العجوز ويمشي خلفه بحركة بطيئه يقلد جده

يتوقف الشاب عند الرجل المقيد على راسه بسلسله فيقول /

الشاب /

ـــ جدي ..جدي .. ما قصة هذا الرجل .

الرجل العجوز /

ــ اصصصصـ. لا تفكر كثيرا ايها الاحمق هيا . لا شان لك . هيا اتبعني .

الشاب /

ــ لن اتحرك حتى تخبرني ما قصة هذا الرجل .

الجد /

ــ هذا الرجل قتل اخاه قابيل ذات يوم فقيدته الارواح المبجله بهذه السلاسل .

يمشي الرجل العجوز بضع خطوات ويمشي خلفه بحركة بطيئة ثم يتوقف ويمسك بالجمجمه المعلقة بأحد الحبال ويقبلها . الشاب يمسك بكتف جده يقول/

الشاب /

لماذا تقبل هذه الجمجمه المتعفنه ؟

الرجل العجوز بصوت خافت وحذر

الرجل العجوز /

ـــ اصصص ..

و يسد فم الشاب ويسحبه خلفه . الى حافة المسرح في مواجهة الجمهور ويقول هامسا

الرجل العجوز /

اسمع ايها الاحمق . اذا بقيت تثرثر هكذا سوف اقطع لسانك بيدي . لا اريد ان اخسرك كما خسرت ابوك من قبلك . هل تفهم ما اقول .

الشاب /

لماذا يا جدي كل هذا الغضب؟ انا فقط اسالك لماذا تقبل تلك الجمجمة المتعفنه ؟

الرجل العجوز / قلت لك لا تفكر كثيرا ايها الاحمق .



الشاب / فقط اريد ان افهم . هل الاجابة على سؤالي نوع من الاثم .

الرجل العجوز / ايها الاحمق.. تلك الجمجمه هي جمجمة والدك الذي ورثت منه مرض التفكير اللعين .

الشاب /

وما جريمة ابي حتى يشنق هكذا ؟

الرجل العجور /

كان يفكر ان هذه الحبال تضايق الجميع و قد تفقد قوتها امام هذه الصخور التي عليها وكان يطمح ان يمزقها ليمشي دون ان ينحنى ونتخلص من تلك الصخور الغبيه . و ذات يوم تآثر بتفكيره بعض الشباب وقطعوا ذلك الحبل فعلمت الارواح المبجله وشنقته بنفس الحبل الذي قطعوه وهكذا اصبح رآسه جمجمه متعفنه .. ولهذا يجب ان تصمت يا صغيري و لا تفكر ابدا . و تعيش كبقية الناس . هيا بنا

الشاب /

ــ ابي كان بطل اليس كذالك ؟ .

الرجل العجوز /

ــ قلت لك اصمت ايها الاحمق . ابوك كان مجرم ليس اكثر

الشاب / وماهي جريمته يا جدي .

الجد /

ــ لانه كان يفكر كثيرا . والتفكير في قانون هذا العالم جريمة

الشاب /

ـ جدي ! ايهما المجرم الحقيقي الذي يقتل اخاه . ام ابي الذي كان يفكر بإزاحة الصخور اللعينه التي تهدد حياة كل من تحتها

الجد / انت لعين مثل ابوك تماما.

الشاب - جدي . هل التفكير بالحقيقة جريمة ام انه مرض كما تقولون ؟

الجد / هو جريمة ومرض في نفس الوقت .

الشاب / جدي اشعر ان المرض اصابني.

الجد / لم اعد مستعد لمواجهة الاحزان من جديد . اذهب الى الجحيم ايها الاحمق .



الجد يغادر المكان

والشاب يقف بجوار جمجمة ابوه المعلقة

موسيقى حزينه تدق




--------------------

وموسيقى خاقته تدق مع . مع اصوات مجموعة من الاطفال تستغيث

الاصوات تنبعث عبر مكبرات الصوت

اصوات /

V.o

../ يا رب ...يارب ..يارب

يقف الشاب من خلف الجذع المقيد وينشد بلحن مميز قائلا /

ــ يارب اني ضعيف الركن مضطدااااااً

فابعث الي بجند منك اعونااااا

يدخل رجل غليظ في ملابس مختلفة وبيده قيود حديدية يضعها علي يدي الشاب



إظلام ما عدى بقعة ضوء على الشاب وهو مقيد بسلسلة حديدية الى جوار جذع قابيل المقيد على راسه


المشهد الثاني

الديكور نفس ديكور المشهد الاول

الاضاءه تكون بقعة ضوء فقط مركزه على الشاب جوار جسد ابوه المشنوق

الشخصيات

الجسد المشنوق

الشاب

السجان

يظهر السجان وهو يدفع بالشاب الى داخل الزنزانه ويقول
السجان/

ــ زنزانتك ؟؟

الشاب /

ينظر الى اركان الزنزانة وهو يستدير حول نفسه دوره كامله ويقول:

ــ زنزانتي صغيره ... وضيعة مخنقة

السجان يضع على يديه قيود حديديه ويقول :

اساورك ؟

الشاب /

اساوري علي يدي .... شريتها بنصيحة منمقة.

السجان يخرج ورقه من جيبه ويفتحها امام وجه الشاب ويقول بمقت :

/ قصيدتك ؟

الشاب /

ــ قصيدتي اغنية.. حزينة.. ممزقة

السجان يفتح الورقه امام وجه الشاب ويقول :

ــ كلماتها ؟

الشاب /

ــ كلماتها معلقة في حبل مشنقة.

السجان /

ــ انت ؟

الشاب ــ انا لن اكتب الاشعار ولن انقل الاخبار فكلها ملفقة .

السجان / ــ وهذا الذي في يدي ؟

الشاب / ـ يا سيدي .ما في يديك ليس في يدي

لما لا تسمح لي به في بلدي ؟

السجان / ـ وما الفرق؟

الشاب / ــ لافرق بين اعجمي وعربي

ومشرقي ومغربي

كلنا امة ذلك النبي

الذي يقال انه بلا فخر عربي

السجان /

ــ من انت ايها الغبي ؟

ومن اين اتيت بتفكيرك اللعين

ولماذا لا تحب ان تأكل وتنام كبقية الناس ؟

الشاب /

ــ الناس !!

يا سيدي

الناس تنام واقفه

صحيحة سقيمة

غنية عديمة

مخيفة وخائفة

السجان / (بغضب وهو يعظ على اسنانه )

ــ ااااه ان لم تفصح عن الجواب

ساذيقك العذاب

وامنع عنك الطعام والشراب .

الشاب /

ــ يا سيدي لما العذاب

أ .لإنني صدقتك الجواب .

السجان /

ــ قلت اصمت .

الشاب /

ــ الصمت يا سيدي كطرق مطرقة !

السجان /

ـ سأجعلك تحزن .

الشاب /

ــ الحزن يا سيدي يمزقني كشرنقه ؟

السجان /

ــ لن انتظر حتى ارى دموع التماسيح هذه .

الشاب /

ــ الدمع يا سيدي ينهار دما من مقلتي المؤرقة !

السجان /

ــ اذا ستموت ايها الغبي ؟

الشاب /

ــ يا سيدي الموت اصبح وجهتي

عانقني عانقته .كعاشق وعاشقه .

السجان / يصيح بصوت عال ينادي جنوده /

ــ انتم ايها الجنود

يدخل جنديان ويقفا بجواره

السجان /

ــ اشنقوه اصلبوه .

اجعلو ا الطير تاكل من راسه لا نحتاج لحياة جسد يحمل عقل للعين كهذا.

.

الجنود يمسكون به ويضعوه تحت احد الحبال المترهله من السقف .

الشاب /

ــ سيدي ارجو ان تحقق مطلبي

لتكن مشنقتي بجوار مشنقة ابي

الجنود ياخذونه الى قرب منشنقة ابوه وبينما هم يربطون له الحبل

ينظر الى اعلى ويقول :


ــ رباه

الحبل والجلاد ينتظران .

ثم ينظر الى جمجمة ابوه ويقول :

ـ ابتاه

ـ ماذا اقول بهذا اللسان .....وماذا اخط بهذا البنان

لم تبقى الا ليلة احيا بها... .احس ان ظلامها اكفان

ابتاه

انت المجرم الانسان

انت الذي علمتي عشق اوطاني

الم تقول بانه حبه ايماني ؟؟؟؟؟.

ابتاه

لقد وقعت في يد السجان

ولكنني

يغلي دم الاحرار في شريان

الشاب يمسح وجه الجمجمه المعلقة

ويقول :


ابتاه

لا تبكي . بل اضحك سيقتل ضحكك السجان

ابتاه

حتما

سيزور قبري ذلك السجان

اذا افاق ضميره الانسان

سيقول ربي اخطأت في العنوان

ثم ينظر الى السجان وهو يمسح دموعه ويضيف



اليس كذلك يا سيدي

يا سيدي ما تهمتي؟

انا لن اشعل النيران

ولن اعبد الشيطان

لا ابتغي من دنيتي

الا رضى الرحمان



يظهر السجان وهو يمسح دموع ويقول بتعاطف مع الشاب السجان /

ــ حللوا وثاقه . لن الحقه برفاقه



الجندي 1 /

ولكنه مجرم . يا سيدي .

و ستعاقب امام القانون

بسبب تواطؤك مع المجرمون .

السجان /

ــ افهم ما اقول ايها الغبي .

ولا شان لك بي

الجنود يحررون الشاب من الحبل



وفجاءه يدخل القاضي ويقول :


القاضي /

ـ انت الغبي الحقيقي ايها السجان

ثم يلتفت الى الجنود ويأمرهم

ــ جردوه من سلاحه واربطوهما معا حتى يموتا جوعا وعطش

الجنود يمسكون بالسجان ويأخذون منه السلاح ويربطونهما معا

ثم يقترب القاضي من الجندي 1 ويهمس في اذنه بكلام ويمسك بالجندي 2 ويغادر المكان

الجندي 1 ينتظر حتى يغادر القاضي تنطفي الانوار

ثم نسمع صوت السجان يصيح متوجعا


السجان /

ــ اع ع ع ع
....................................



[HEADING=2]
المشهد الثالث
[/HEADING]
تضاء الانوار ويظهر السجان مقتول

والشاب الى جواره مكتف الايادي

يدخل القاضي والجنود ويقول :


القاضي /

ــ فعلتها ايها المجرم . قتلت نفس بغير حق

لن تفلت من العقاب .

انت مصدر الارهاب

ثم يلتفت الى الجنود ويصيح :

ــ ايها الجنود هيا نفذوا فيه حكم الاعدام اشنقوه .تهمته واضحة. الى متى تنتظرون ؟ حتى يقضي علينا الواحد تلو الاخر .. ! هاه ؟

الجنود يضعون الحبل على عنقه ويرفعونه على كرسي

وفي نفس اللحظة يدخل الجد ويرتمي عند اقدام القاضي

يقول يتوسل اليه .


الجد /

ــ ارجوك يا سيدي دعه وشانه انا المجرم الحقيقي .ليس هذا الصغير . الذي لا يعلم معنى التفكير .

القاضي /

ــ وهل تريد ان تحمل التهمه لتنقذ هذا الغبي ؟

الجد /

ــ لا يا سيدي انا مفكر قديم .

القاضي /

ــ انت ؟

الجد /

ــ نعم انا القاتل الحقيقي .

القاضي /

اذن اعترف بجرمك امام الجميع .

الجد /

يا سيدي قضيتي معقده

قديمة مجدده

اخي قابيل قتل اخاه هابيل

بين الحقد والغيره

فكانت النتيجة خطيره

وبدل العتب في لحظة غضب

وهو يتحرك يمينا شمالا ينظر الى القاضي كمجنون يضيف قائلا /

سمع الناس صوت انفجار

وضاع بين الطرفين الحوار

انفس ازهقت

لا تعلم ولا نعلم

باي ذنب قتلت

حتى اخي هابيل ( يبكي ثم يضيف)

اخي هابيل

اصرت زوجته شريفه

ان يذهب الى الوظيفة ؟

انا ايضا رايته يا سيدي

رايته بأم عيني وفي يده ملف القضية

غاب هابيل في الطرقات

عله يجد عمل منه يقتات

هو وزوجته

وابنته الصغيرة نبات

التي ودعته وخرج يسابق المسافات

الى قدره والقدر اااات .

يصمت لبرهه ثم يقول بصوت تخالطه الدموع

وفي ظهيرة الاربعاء

اصبح اشلاء

اصبح اشلاء

ااه.ااه .اه

يبكي ويجثو على ركبتيه الى الارض

موسيقى حزينه تصاحب الموقف

القاضي يدور حوله بصمت ثم يتوقف في نقطة مقابل الجمهور ويقول :


ــ اخاك ليس وحده من يحدث له هكذا .

الجد/

ــ كيف من يمشي على قدمين

لا يعلم الى اين ؟؟؟؟

القاضي/

الى قدره الا تعلم انه القدر .

الجد / وهو يهز رآسه )

القدر!!و قابيل

لا تقول لي انه قاتل قذر !!

لا تقول انه

طائش او حاقد او مجنون ؟!

فكيف نسمح لمجنون ؟!

ان يحمل الموت في الشوارع؟!

لا تقنعني انه ضال او ضائع ؟!

القاضي / يكلم مساعده الجندي1

ــ اكتب . ايها الجندي .اكتب . بعد اخذ اقول المتهم و تاكدنا انه وألد الضحية تقيد القضية ضد فاعل مجهول .

الجد /

ــ ارجوك يا سيدي لا تغلق ملف القضية

لا تجعلها بدون هوية

فلن يغفر لنا ابناء المقتول

والثكلى زوج المقتول

و ام المقتول

القاضي / ( يصيح بغضب )

ــ قلت لك القاتل مجهول.

وقابيل لم في زمن المعقول

الجد /

ــ يا سيدي القاتل ليس قابيل

القاتل هو المسئول .

ونحن كلنا مسئول

طمعنا . جشعنا. تغاضينا .

عن مبادئنا غير المقبول

ارجوك اتوسل اليك يا سيدي

لا تقيد القضية ضد مجهول

فنحن يا سادتي في زمن اللامعقول



اظلام لصالة العرض

ثم تظهر فلاشات عبر جهار البرجكتر

الاخبار

مقتل 30 سوريا في قصف

انفجار يحصد 40 في القصيم

70 حصيلة المواجهات في اليمن

واحباط عملية ارهابيه في الكويت

وانقلاب فاشل في تركيا

وعرض عدد من اللقطات لقتلا من الأطفال والنساء والشيوخ

بيوت مدمره .ومزارع محطمه . وابار بترول تحترق



يجتمع كل اشخاص المسرحية وينشدون بصوت واحد


وطني يا وطني الاكبر

يوم عن يوم بتصغر

وطني العربي الاكبر

......

.......

.......

.....

......

النهاية

كلمات/

الاستاذ/ عبد العزيز السفياني

سينوغرافيا وحوار

علي صالح المصري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى