كوثر العقباني - قصاصات...!

كيف تحتفظ بموجة على الرمل؟
كيف تمسك شعاع قمر في يديك؟
هكذا وبكل جنون الوحشة اتسائل
وينهشني السكون
والصمت يتشكك من هذه التسوية
بين انحدار الآن وسماكة جدران الماضي
العازلة للصوت... وبين ماهو آت...!

سمعت صوت دوى النهر يقول الشلال
لذلك أتقنت العربدة
لأثأر من مجون الليل...!
بعد أن ارتاحت اكواعه على الماء
فاقتفيت آثار عاشقين
يلتحما بحب غير مألوف
يملّس قمرهم التجاعيد
فيضيئهما لدرجة الحمى...!

جرس في بئر عميق
قصاصات أوراق حياتنا المتبقية
بكل اصطدام تروى قصة
قصة عظيمة لا تحوي اسرارا
قصة مألوفة كالبيوت التي تحتوينا
في إحدى القصاصات
كأن مسافراً ضجرٌ
في رحلة باص طويلة
بفخذ ملتصق بشيطان الرغبة
يرتعش شبقا
منتظرا نزع فتيل الموت
في الباص كلنا أخوة
بأفخاذ ملتصقة
واكتاف تهتز مع كل مطب
في الحافلة المطبات توحدنا
تصهرنا في رهانات الإنسانية
لننعتق عند كل نزول
ونعيد لللعنات شرف الحضور...!

في قصاصة التصقت بالقعر
بالقعر تمامآ
قُبض على التاريخ دون حراسة
وبنظرة واحدة
كتب الشك أصل تاريخه
عبثيا مثل تلميع موقد...!

باتجاه الشمال كانت القصاصات
متكدسة مثل ملاعق الطعام
والافواه لاتملك اسنانا
والحكمة تقول :
العجزة فقط من يصطحبون موتاهم
بينما الموت يصاحب الجميع...!

قصاصتي كانت فقاعة ساكنة
تطفو فوق بحر من الضجيج
فالصياد في المدينة يحمل أسرار البحر داخله
ويعاقر الخمرة في الحانات الرخيصة
ثم يتدثر بالموج ليغفو
يستعير أحلامه من صفير البواخر
وصدى الوداعات
وانهمارات الاعاصير الحنونة
ليعود متثائبا مرتجفا متلاطم الذهول...!

في قصاصتي كذلك
حكايات عن اللاجدوى
وأسئلة تعصف بمخيلتي
ترى أين تذهب الطيور الصغيرة لتموت؟
هل ترقص الدروب حقا حين لقاء؟
وهل سنرقص لجوءنا على الأرصفة لنتفادى الجوع؟
وهل ستصبح الرضاعة الطبيعية افتراضية كما سنتها قوانين التكنولوجيا؟
وهل.............. ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى