قصة ايروتيكة أحمد سعداوي - إيروتيك

جعلتُ نفسي مثل من ينتظرُ قدراً أو كارثة، حبستُ نفسي في علبةٍ صغيرةٍ تتضاءلُ كلّ يوم، تقلص حشد الافكار في ذهني وغدا مجرد انتظار بطيء لمجيئك. تخيلت أن سطوعاً ما سيرافق خطواتك وأنت تطأين غرفتي بأقدامك الحافية. وهذا ما حدث. رغم أنك تقولين أنه ضوء الشمس يأتي من الباب المفتوح للشقة المقابلة.

*

هل كان الأمر ممتعاً؟ أم أكثر حكمة؟ وهل أرسلتِ، كما في المرات السابقة، نسخةً أخرى عنك، أم جئت بنفسك هذه المرة؟

أقول أن ملمس ذراعيك يشبه ملمس تمثال من الرخام. رغم أنك تقولين؛ أن اليد تتخيل ايضاً ما تريد لمسه، وأن جسدك، خارج عتمة الغرفة، أكثر شحوباً من جدار مهجور.

*

تقفين عند النافذة المغلقة وتراقبين الهواء البارد يصفع الطيور على مؤخراتها، ويخطر سؤال في ذهنك؛ فهل جئنا، أنا وهي، بإرادتنا الى هذا المكان، أم أن ريحاً باردة دفعتنا دفعاً، مثل هذه الطيور الخائفة من شيء لا تراه ويحركها بقوة.

أقول؛ أنني أعرف الفرق بين الدفء ورغبتي باحتضانك. فتقول: لا يمسّ البرد والحب جسداً ما بالميسم ذاته.

*

لماذا تأتي الرغبة بالبكاء إذن، ونحن نرى النهار ينقضي، ثم يمر الليل سريعاً على الجسد المنهك وهو يغوص مثل اسفنجة ناعمة في يد العتمة. يد العتمة الغائصة مثل اسفنجة ناعمة في يد النوم.

لماذا تبكين ايها الرغبة وانت تنكشفين على نفسك لبرهة سريعة. ألأننا نكتشف الندم، ونكتشف الهوة مع اكتشاف القمة في وقت واحد.

تضعين يدك على فمي وتقولين؛ انت تهذي مرة أخرى، وعلينا ان نفتح النافذة قليلاً لتلطيف الهواء المليء بالنحيب.

*

ها أنا انتظرك مرةً أخرى، وأعرف أنك سترسلين نسخة أخرى عنك. لأنك كلما جئتِ تجيئين بلا ذاكرة. تقولين أن الأمر يتعلق بما ننجزه على السرير، وكل هذا الهذيان لا موجب لبقائه. فكلانا هاربٌ لبرهة.

أنت تريد الإمساك بي. مثل قميص نوم تعلقه في خزانة ملابسك. زوج من الأحذية تحت السرير، فرشاة أسنان وقلم ترطيب للشفاه. صورة مؤطرة على منضدة الزينة. ضحكة داعرة.

أقول؛ هل كان الأمر ممتعاً؟ أم أكثر حكمة؟ هل أنت من بجواري الآن أم نسخةٌ أخرى عنك؟
فتقولين؛ ها أنت تهذي وتكرر الكلام عن نساء أخريات.

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى