السيد فرج الشقوير - ثرثرَات طبْلة خارج الدّيسكُو

كُنْتُ أسْأَلُ نَفسِي دَائِمَاً..
لِمَاذَا خَلَقَ اللّهُ الجَحِيمَ؟
والإنسانُ في مُجمَلِهِ لسْعَة؟!
يَمْتَحِشُ (1) ...
قبل انتهاءِ عودُ ثُقابٍ مِن أكْل نَفسَه
يَسْكُنُ بَرزَخَهُ قبلَ نُضُوجِ البَتّاو
لَا يُراهِنُ حِفنَةً منْ البَابُونجِ أنّ يسْبَحا معَاً في كنكةٍ تُدَاعِبْهُمَا جُذوَةٌ مِنْ نَارٍ
يَنضُجُ قبلَمَا يَدْفَى المَاءَ الذي تُعِدُّهُ النّسوَةُ للعَجِين؟!
وأنا صَغِيرٌ كُنْتُ أتمنّى عَلَى اللّه أمانِيّ كَثِيرَة..
كَأَمَانِيِّ العِيَالِ..
كَيْ اتّقِي الجحيمَ نَمتْ بينَ أضلُعِي أمْنِيَةٌ زائدَة
أنْ أشْبِِهَ ساقَ الفَاصُوليَا في فانْتَازيا الحُلم
وأنْ انْمُوَ باتّجاهِ السّدِيمِ..
وأنْ أُسَامِحَ الأحذِيَةَ الّتي تتَسَلّقُنِي لتَفجَعَ العَصَافِير
لمْ تكنْ منْ بين أمنِياتِي نِبْلَةً للحمَامِ
ولَا فَخَّاً لُقُنبُرةِ الغَيط
أوْ سِكِّينَةً أُخَوّفُ بهَا حسّان الدّمِيري
حسّانُ مَنْ كَانَتْ لَدَيهِ هِوَايَةَ الاختِباءَ لِلسّابِلَة...
كَمُحصّل الحكُومَة
يَسْكَعُ (2) النّاسَ كَشُرَطِيّ المُرورِ دُونَ مُخَالَفَةٍ
لا زلْتُ أدُوخُ مِنْ عَصَاتِهِ...
وتَعتَرِينِي( التّرْبَنَة) (3)
وَ رُبّما لأنَّ أبي كانَ يَأتِينَا يَوْمِيّاً....
بالبسْكَويتِ المَحشُوّ بالعجْوَةِ
وبالكَرَمِلّةِ النَّادْلَر...
وَ كِيسَاً منَ اللّبِّ نُقزقِزُهُ مَعَ مُذِيعِي الرَّاديُو...
ونَحُوشُ أنفُسَنَا عَنْ نَصِيبِ أبْلَة فَضِيلَة للصّبَاح
و يَنْقُدُ كُلّاً منّا بِالْ(نُصّ فِرَنْكِ)...
لِهَذا.. لمْ أطلُبُ مِنَ اللّه أشيَاءً كَهَذِه..
مِنَ الّتي تُرهِقُ القَوْلُونَ...
ولَا أيَّا مِنْ مَطَالِبٍ بِخُصُوصِ الطَّفَاسَة (4)...
كَانَ حَريِصَاً أنْ أمْتَلِكْ لُوفَتَينِ
إحدَاهُمَا يَدْعَكُ بِهَا ضَمِيرِي
للدّرجةِ الّتي أُعَارِضُهُ شَخصِيّاً...
وَ أنحَازَ لمُصطَفَى بكْرِي... لَوْ حَدَثَ وَ قَالَ الحَقِيقَة
وأصفّقُ لأحمَد مُوسَى لَوْ كَفَّ لِسَانَه عنْ (الفَشْحَطَة) (5)
لُوفَتَيْنِ خَبّّأتُهُمَا فِي اعتِقادِي لِكُلِّ مُوَاطِنٍ
وكُوزَاً مِنْ مَاءٍ للعالَمِ..
أغسِلُ ضَمِيرَهُ قَبْلَ أنْ يَنَامَ..
وَ أُعَلِّمَهُ كيف تُصبِحُ المَضْمَضَةَ فَرِيضَتَهُ اللّيْلِيّة!!
لَسْتُ دِعْبَاسَاً (6)...
مِنْ أوّلّ سِنٍّ خَلَعَهُ لِي سُورُ الفرَاندَا...
لَمْ آخُذ بِنَصِيحةِ عَمَّتِي أمِينَة طَلْحَة..
لَمْ أرْمِهِ فِي عَينِ (السَّمْسِ)
أدرَكتُ أنّىَ لسْتُ جَامُوسَةً لِأطلُبَ مِنْهَا سِنَّ العَرُوسَة
وهِيَ الّتِي صَنَعتْ لَدَائِنَهَا مِن رأسِ الوَِرْدَانِِي
وشَوَتْهُ كَالرّنّةِ بِلَا اكْتِرَاثٍ فِي أجرَانِهَا الفِسَاح
رَغمَ صِياحِ العَامّة :
(قولوا لِعين الشمس ما تِحمَاشِي..
أحسَنْ عَريس البّرّ صابِح ماشِي)
أدركتُ أنّ الجَحِيمَ أرحَبُ مِنْ أكْوَانٍ نجهَلُهَا..
كَيْ تَبتَلِعَ المِجَرّات..
وشُمُوساً ليسَتْ لدَيهَا هياكلَ عظمِيّةً مُسْتعمَلَةً
تُعطِي منهَا أنَاسَاً يسأَلونَهَا عِوَضَ أسنَانَهُمُ التّالِفَة
وعَراقيباً بَدِيلَة....
وفَرَائصَ عِوَضَاً عنْ فَرائصٍ استَهْلَكَتْهَا الطّوَارِقُ
لتَستَوعِبَ حُكُومَاتٍ تَحتَكِرُ الكَالسِيومَ ...
وَ محَاجِرَ الجِبْسَ الّتِي تُرمِّمُ أجنِحَةَ الفُقَرَاءَ..
والّتي تُشرِفُ الحكُومُةَ بنَفسِهَا علَى تَكْسِيرِهَا
هُمُومِي فِيمَا وَرَاءَ الشّمس
لذلِكَ لَا يَنَالُ مِنْ مَبَاحِثِ المِيتَافِيزِيقا عِنايَتِي غَيرَ مَبْحَثَيْن
يُمْكِنُنِي أنْ ألعَبَ مَعَكُم فِي الأنطُولُوجيَا
أنْ ألعَبَ الشَّطَرنج مَعَ الأحقَافِ..
فرأسِيَ أصْلَبَ مِنْ حَدِيدَة
أنْ أستَجوِبَ زُنْبقَةً عمّا قالَتْهُ للحَبَاحِبِ
فقَلبِي رَهِيفٌ كَمُوسِيقَى التّزَاوج بينَ الفَرَاش
باستِطاعَتِي أنْ ألعَبَ الغُمّيضةَ مَعَ ابن عُرسٍ..
أضطّرّهُ للاختباءِ خَارِجَ أعشَاشَ البّطّ الجَعَّار
ويُمكِنُنِي الفَوْزَ على الإستِدلَالِ العَقلِي..
وعلى دِمَاغِ المَنطِق نَفسَهُ..
أنْ أُطَمْئِنَ حَيْرَةَ الكُوزمُولُوجيا...
ببَوْصَلَتِي الدّاخِلِيّة
أمّا اللّاهُوتُ أقولُ لكُمْ..
كَفَانِيهِ مُحَمَّد..
مَنْ أرسلَهُ رَبُّ الميتافيزِيقا...
بِمَا لمْ تعرِفُهُ الدّيمُقرَاطِيّة....
وبِمَا يُعْجِزُ الدّيَالَكْتِك
فَخَوْضِي خَلَافَ الخَائضِين
أحِبُّ اللّعبَ مُع عِصابَة عَلِي بَابَا...
أنا هذا الخَبّاصُ المُخبِرُ شَعْبَهُ بالأربَعِينَ حَرَامي
وَ أنَّ الجِرَارَ حُبْلَى بالدَّسِيسَة
لا أنكِرُ علَيهِمْ أبداً جِهَازَ الأشِعّة..
ولَا انتِمَاءَاتِهمْ للطّاقةِ النّظيفَة..
ولا للقنَابِلِ المَغنَاطِسيّة....
ولا تبَنِيهمْ لأديسُون..
واختِرَاعَ أدويَةٍ للطّحالبِ....
والكَحّةِ المُزمَنَةِ الّتِي نَهَشَتْ صُدُورَ الكَابُوريَا
فقط أصْفَعَهُمْ بسؤالِيَ الخَبِيثِ..
كيفَ مَاتَ تِسْلا؟
وكَيفَ اعتَرَى الحِجنَ العُطاسَ المُفَاجِئ
كيفَ لِخُبَراءِ الخُطُوطِ/
كيفَ للمعَامِلِ الجِنائِيّة اعتُنَاقَ (الطّرْمَخَة) ؟
لَمْ يَفُتْهَا مَاشكَاتُ خُضَيْر البُورْسَعِيدِيّ الفُرُوقَ
وَ البَوْنَ بينَ ركَاكَةِ الأزمِيلِ وَ تَنْمِيقِ الأصابِعِ؟!
المَاشْكَاتُ النّزِيهةُ تعرفُ خطّ شَدّادٍ(7) جَيّدا
و تُدركُ...
لمَاذا تَبْهَتُ خَرْطُوشَةَ خُوفُو مِنْ أوّلِ غَسْلَةٍ؟!
كَيفَ أُدِينُ تِمثالَاً يحمِلُ بطاقَتَينِ للرّقَمِ القومِيّ بالخُرُوجِ خَلْفَ موسَى؟!
وكيفَ أكتُبُ حَيثِياتَ الإفْرَاجَ عَنْ هوارد فايس
ومَا بالدّهاليزِ سوَى بصْمةً لِجَزمَتِهِ الإنكِليزِيّة؟!
كيفَ وحَوّاسُ يعتمرُ القُبّعةَ؟!
تَعلَم الرّيحُ....
كيفَ راوَغَهُمْ أبو الهَوْلُ فأفْلَتَ مِنَ أعمَالِ الخَربَشَة
اللّفُّ والدّوَرَانُ لَيسَا حِرفتِي لاقتِناصِ المَغَارَة...
فقَط أجِيدَهُمَا فِي حَالَاتِ العَمَى ( الحِيسِي)
أنا سِمسِمُ عِفرِيتُ البَابَ..
أنا المَاسْتَرْكِي..
أفتَحُ عُلبَ السّردِين وشَتّى المُغلَوْلِقات..
ليَمُوتَ الإسقَربُوطُ علَى كَفِّي
مَهَمَا أمعَنَت مَادِيّةُ هِيجلُ فِي الطّيّبَة نِسبيّاً
و أشفَقَ فُويرباخ على البَازِلت
أظَلُّ عَلَى يَقِنِي بخُبثِ أنجلز..
واعتقادِي بوَسَاخَةِ ماركس...
وسادِيّةِ لينِين تِجَاهَ نَاقَةَ صَالِح
مَنْ طَعنُوا القِرَدَةَ فِي شَرَفِها..
وحَبّةَ القَمحِ بالطّمُوح لغِدٍ تُصْبِحَ فِيه بُرتُقَالَة!
كبَرتُ بمَا يَكْفِي أنْ أعرفَ لِمَ خلقَ اللّهُ الجَحِيم
وعلّيَّ أنْ أكونَ صَادقاً عِندَمَا أُذِيعُ النّشرَةَ
أنْ أقولَ أسْفَرَتْ عمَليّاتِكُم الإرهابيّة الأخيرة..
عنْ مَوتِ مليُون حمَامَة بالضّبطِ..
ألّا أفتَرِيّ عليكمْ فوقَ المليُونَ نَافِقٍ خمْسَةً منْ عَشَرَة
المرأةُ الّتي تكْسِرُ العَظمَتَين في إستِ الدّجَاجَةِ...
لتَقِيهَا البَيضَ قَيصَرِيّاً
علَيهَا أنْ تَعلَمَ...
أنَّ للّهِ فِي خَلْقِهِ شُؤونٌ... (يا فَالْحَة)

.............................
السّيّد فرج الشّقوير


.............
هامش
........
(1) يتَفَحّم
(2)السّكْعُ هو الضرب على الرأس في لسان العرب
(3) بالعاميّة ذهول وعدم التركيز
(4) القذارة في الثوب والبدن
(5) الكذب بالعاميّة المصريّة
(6) أحمقاً
(7) شدّاد بن عاد




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى