خالد شوملي - مِنَ الْبَحْرِ يَأْتي الْحبُّ...

يَجولُ بِماءِ الْعَيْنِ أَلْفُ سُؤالِ
وَتَسْأَلُني الرّيحُ الْعَتِيَّةُ ما لي
فَفي الْقَلْبِ لِلْأَحْبابِ شَوْقٌ وَحُرْقَةٌ
وَلكِنَّهُمْ لا يَشْعُرونَ بِحالي
أُقَلِّبُ ما في الَقَوْلِ حَتّى يَروقَهُمْ
وَلكِّنَّهُمْ لا يَسْمَعونَ مَقالي
أُحَدِّثُ نَفْسي وَالْكَلامُ يَخُصُّهُمْ
وَهُمْ في فُؤادي يَرْفُضونَ وِصالي
وَما بَيْنَ حينٍ مِنْ حَنينٍ إِلى اللِّقا
يَميلونَ في قَلْبي بِكُلِّ دَلالِ
رَشاقَتُهُمْ كَالنّورِ في مَطْلَعِ الضُّحى
كَأَنَّكَ عُشْبٌ تَحْتَ ظِلِّ غَزالِ
مَلائِكَةٌ في الْقَلْبِ تَعْلو سَوِيَّةً
عِناقَ صَليبٍ دامِعٍ لِهِلالِ
مِنَ الْبَحْرِ يَأْتي الْحبُّ مَوْجًا مُغامِرًا
نَسيمًا عَلى مَهْلٍ بِكُلِّ جَلالِ
مُغيرًا وَفي أَمْواجِهِ كَلِماتُهُ
قَصائِدُ عِشْقٍ ما خَطَرْنَ بِبالِ
وَمَهْما يَكُنْ مِنْ حيرَةٍ في مَجازِهِ
فَإَنَّ جَوابي عِنْدَهُ وَسُؤالي
وَفي طَبْعِهِ بَعْضُ الْجُنونِ مُغايِرٌ
وَأَحْلى بَدا مِمّا ارْتَآهُ خَيالي
وَفي جَنَّةِ الْعِشْقِ الْبَديعِ مُحَلِّقٌ
مَعَ الْغَيْمِ يَعْلو فَوْقَ الْمَدى وِجِبالِ
وَما ضاقَتِ الدُّنْيا عَلى صادِقِ الْهَوى
لَهُ الْفَوْزُ إِذْ ما خاضَ أَيَّ سِجالِ
وَلا الرّوحُ تَنْسى مَنْ سَقاها سَعادَةً
وَمْنْ غَمَرَ الْعَطْشى بِماءِ زُلالِ
فَأَنْتِ مَلَأْتِ الرّوحَ نورًا وَبَهْجَةً
وَإِنَّ فُؤادي دونَ حُبِّكِ خالِ
.....
خالد شوملي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى