وليد محمد الشبيبي - (تكلم حتى اراك) لكنك قد تضللني!.. بل اعمل حتى اراك واعرفك حقا !

يقال ان كتاب (الامير) لنيقولو مكيافيللي (1469 م - 1527 م) وجد في قصر او سكن اكثر من زعيم او رئيس او دكتاتور عرفوا بالحكم الفردي القاسي مما يعني ان ميكيافيللي صار ايقونة ومرجعاً لهم وعندما نطلع على سيرة ميكيافيللي نفسه لوجدناه سياسياً فاشلاً بعد ان فشل في حياته العملية انكب على الكتابة وفي اي حقل ؟ في الحقل الذي فشل فيه ؟ فلو كان فيه نفعاً لنجح عملياً وحول نظرياته الى ارض الواقع لكن الواقع يقول خلاف ذلك ؟

كذلك اكثر من شخص عرف بمؤلفاته الرصينة وكتاباته الرائعة لكنه عندما تصدى للمشاكل وتسنم مسؤولية على ارض الواقع كانت تصرفاته قمة بالفشل ؟ لا اريد ان اطرح امثلة لانكم تعرفونها لكن ابلغ واقرب مثال هو السياسي عادل عبد المهدي فقد كانت كتاباته قمة بالرقي وفي احترام حقوق الانسان والرأي والرأي الآخر الخ لكن في ايامه القصيرة كرئيس للوزراء قتل اكثر من 750 متظاهر عراقي اغلبهم بعمر الورود وجرح اكثر من 70 الف اخرين بمن فيهم نساء وسواء اكان وراء هذا او عدم علمه فهذا يعني انه لم ينجح وهو الشيوعي البعثي الاسلامي معاً في تنقلاته الايديولوجية !
نخلص من هذا المثال البسيط والواضح
ليس افضل من الكتابة والقاء النصح على الاخرين والقاء المحاضرات بأفضل ما يكون لكن عند التصدي للواقع ! الأمر يختلف تماماً
لذا النظري بسيط وسهل والعملي صعب ، في كل حقل ومجال
لذا كل التحية لمن تصدى للعملي وبرز وحقق سمعة طيبة واسس كيانه
وفي هذا ممكن ان نحور مقولة الفيلسوف الاغريقي (سقراط) عندما قال:
تكلم حتى أراك
ونقول: اعمل كي نعرفك ونراك فلا يكفيني كلامك وقد يضللني!


المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد - 14 كانون الثاني/ يناير 2022


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى